وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا أي أنصرك نصرا عزيزا أبدا. وقوله: " ثم لم ينشب ورقة أن توفي " أي توفي بعد هذه القصة بقليل (1) رحمه الله ورضي عنه، فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد وإيمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، عن ابن لهيعة، حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة. أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال: " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض ". وهذا إسناد حسن لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلا فالله أعلم وروى الحافظ أبو يعلى عن شريح بن يونس عن إسماعيل عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال: " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس ". وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده ". وسئل عن أبي طالب فقال:
" أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها " وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال: " أبصرتها على نهر في الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب " (2) إسناد حسن ولبعضه شواهد في الصحيح والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين " (3) وكذا رواه ابن عساكر من حديث أبي سعيد الأشج عن أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة وهذا إسناد جيد. وروي مرسلا وهو أشبه.
وروى الحافظان البيهقي وأبو نعيم في كتابيهما دلائل النبوة من حديث يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: " إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر ". قالت: معاذ الله ما كان ليفعل ذلك بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر وليس