يحيى عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال فما أدري كم يد مقطوعة وضربة جائفة (1) لم يدم كلمها وقد رأيتها يوم بدر. وحدثني محمد بن يحيى عن أبي عقيل (2) [عن رافع بن خديج] عن أبي بردة بن نيار قال: جئت يوم بدر بثلاثة أرؤس فوضعتهن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أما رأسان فقتلتهما، وأما الثالث فإني رأيت رجلا طويلا [ضربه فتدهدى أمامه] فأخذت رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك فلان من الملائكة " وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه. قال:
كان السائب بن أبي حبيش يحدث في زمن عمر يقول: والله ما أسرني أحد من الناس، فيقال فمن؟ يقول: لما انهزمت قريش انهزمت معها فأدركني رجل أشعر طويل على فرس أبيض (3) فأوثقني رباطا وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطا فنادى في العسكر من أسر هذا؟ حتى انتهى بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أسرك؟ قلت: لا أعرفه وكرهت أن أخبره بالذي رأيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسرك ملك من الملائكة " اذهب يا ابن عوف بأسيرك. وقال الواقدي:
حدثني عابد بن يحيى (4) حدثنا أبو الحويرث عن عمارة بن أكيمة عن حكيم بن حزام قال: لقد رأيتنا يوم بدر وقد وقع بجاد (5) من السماء قد سد الأفق فإذا الوادي يسيل نهلا فوقع في نفسي أن هذا شئ من السماء أيد به محمد، فما كانت إلا الهزيمة ولقي الملائكة وقال إسحاق بن راهويه:
حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني أبي عن جبير بن مطعم. قال: رأيت قبل هزيمة القوم - والناس يقتتلون - مثل البجاد الأسود قد نزل من السماء مثل النمل الأسود، فلم أشك أنها الملائكة فلم يكن إلا هزيمة القوم ولما تنزلت الملائكة للنصر ورآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أغفى إغفاءة ثم استيقظ وبشر بذلك أبا بكر وقال: " أبشر يا أبا بكر هذا جبريل يقود فرسه على ثناياه النقع " يعني من المعركة ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش في الدرع فجعل يحرض على القتال ويبشر الناس بالجنة ويشجعهم بنزول الملائكة والناس بعد على مصافهم لم يحملوا على عدوهم حصل لهم السكينة والطمأنينة وقد حصل النعاس الذي هو دليل على الطمأنينة والثبات والايمان، كما قال: " (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) وهذا كما حصل لهم بعد ذلك يوم أحد بنص القرآن، ولهذا قال ابن مسعود: النعاس في المصاف من الايمان. والنعاس في الصلاة من النفاق. وقال الله تعالى: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وإن الله مع المؤمنين) [الأنفال: 19]. قال