ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر (1) " قال ومصداقه (2) من كتاب الله (فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [السجدة: 17] وقال الترمذي حسن صحيح.
قال: ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيرة فلم يرفعه، والمرفوع أصح. وقال ابن حبان: " ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع ": حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سأل موسى ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة، والسابعة لم يكن موسى يحبها: قال: يا رب أي عبادك اتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى. قال: فأي عبادك أحكم؟
قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه. قال: فأي عبادك أعز؟. قال: الذي إذا قدر غفر.
قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى. قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس "، وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد بعبد شرا جعل فقره بين عينيه " (3).
قال ابن حبان قوله " صاحب منقوص " يريد به منقوص حالته يستقل ما أوتي ويطلب الفضل. وقد رواه ابن جرير في تاريخه عن ابن حميد عن يعقوب [القمي عن هارون بن عنترة] (4) عن أبيه عن ابن عباس قال: سأل موسى ربه عز وجل فذكر نحوه وفيه: " قال: أي رب فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يجد (5) كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال: أي رب فهل في الأرض أحد أعلم مني؟ قال: نعم [قال: رب فمن هو؟ قال]: (6) الخضر. فسأل السبيل إلى لقيه. فكان ما سنذكره بعد إن شاء الله وبه الثقة.