61 ثم دخلت سنة إحدى وستين ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه وسار الحسين من شراف فلما انتصف النهار كبر رجل من أصحابه فقال له مم كبرت؟ قال رأيت النخل فقال رجلان من بني أسد ما بهذه الأرض نخلة قط! فقال الحسين: فما هو فقالا لا نراه إلا هوادي الخيل فقال وأنا أيضا أراه ذلك وقال لهما أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقالا: بلي، هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد فمال إليه فما كان بأسرع من أن طلعت الخيل وعدلوا إليهم فسبقهم الحسين إلى الجبل فنزل وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي فوقفوا مقابل الحسين وأصحابه في نحر الظهيرة فقال الحسين لأصحابه وفتيانه اسقوا القوم ورشفوا الخيل ترشيفا ففعلوا وكان مجيء الحر من القادسية أرسله الحصين بن نمير التميمي في هذه الألف يستقبل الحسين فلم يزل موافقا الحسين حتى حضرت صلاة الظهر فأمر الحسين مؤذنه بالأذان فأذن وخرج الحسين إليهم فحمد الله وأثني عليه ثم قال:
(٤٦)