مسلمة فأصدروا عن رأيه فإنه نابكم الذي عنه تفترون ومجنكم الذي عنه ترمون وأكرموا الحجاج فإنه الذي وطأ لكم المنابر ودوخ لكم البلاد وأذل الأعداء وكونوا بني أم بررة لا تدبوا بينكم العقارب وكونوا في الحرب أحرارا فإن القتال لا يقرب ميتة وكونوا للمعروف منارا فإن المعروف يبقى أجره وذكره وضعوا معروفكم عند ذوي الأحساب فإنهم أصون له واشكر لما يؤتى إليهم منه وتعهدوا ذنوب أهل الذنوب فإن استقالوا فأقيلوا وإن عادوا فانتقموا.
ولما توفي دفن خارج باب الجابية وصلى عليه الوليد فتمثل هشام:
(فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما) فقال الوليد اسكت فإنك تتكلم بلسان شيطان ألا قلت كما قال أوس بن حجر:
(إذا مقرم منا ذرى حد نابه * تخمط منا ناب آخر مقرم) وقيل إن سليمان تمثل بالبيت الأول وهو الصحيح لأن هشاما كان صغيرا له أربع عشرة سنة وقد رثى الشعراء عبد الملك كثير عزة وغيره فمما قيل فيه:
(سقاك ابن مروان من الغيث مسبل * أجش شمالي يجود ويهطل) (فما في حياة بعد موتك رغبة * لحر وان كنا الوليد نؤمل)