فإنه بلغني أنه أول من جمر البعوث ولن تعاينوا الأحبة أو يموت أكثركم فيما أرى فبايعوا أميركم وانصرفوا إلى عدوكم الحجاج فانفوه عن بلادكم فوثب الناس إلى عبد الرحمن فبايعوه على خلع الحجاج ونفيه من أرض العراق وعلى النصرة له ولم يذكر عبد الملك.
وجعل عبد الرحمن على بست عياض بن هميان الشيباني وعلى زرنج عبد الله بن عامر التميمي وصالح رتبيل على أن ابن الأشعث إن ظهر فلا خراج عليه أبدا ما بقي إن هزم فأراد منعه ثم رجع إلى العراق فسار بين يديه أعشى همذان وهو يقول:
(شطت نوى من داره بالإيوان * إيوان كسرى ذي القرى والريحان) (من عاشق أمسى بزابلستان * إن ثقيفا منهم الكذابان) (كذابها الماضي وكذاب ثان * أمكن ربي من ثقيف همدان) (يوما إلى الليل يسلي ما كان * إنا سمونا للكفور الفتان) (حين طغى في الكفر بعد الايمان * بالسيد الغطريف عبد الرحمن) (سار بجمع كالدبا من قحطان * ومن معد قد أتى من عدنان) (بجحفل جم شديد الأركان * فقل لحجاج ولي الشيطان) (يثبت لجمع مذحج وهمدان * فإنهم ساقوه كأس الذيفان) (وملحقوه بقرى ابن مروان) وجعل عبد الرحمن على مقدمته عطية بن عمرو العنبري وجعل على