تكبيرا ليس بالتكبير الذي يراد به وجه الله ولكنه التكبير الذي يراد به الترهيب وقد عرفت أنها عجاجة تحتها قصف يا بني اللكيعة وعبيد العصا وأبناء الأيامى ألا يربع رجل منكم على ظلفه ويحسن حقن دمه ويعرف موضع قدمه فأقسم بالله لأوشك أن أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها وأدبا لما بعدها.
فقام عمير بن ضابئ الحنظلي التيمي فقال: أصلح الله الأمير أنا في هذا البعث وأنا شيخ كبير عليل وابني هذا أشب مني فقال الحجاج هذا خير لنا من أبيه ثم قال ومن أنت قال أنا عمير بن ضابئ قال أسمعت كلامنا بالأمس قال نعم قال ألست الذي غزا عثمان بن عفان قال بلى قال يا عدوا الله أفلا إلى عثمان بعثت بدلا وما حملك على ذلك قال إنه حبس أبي وكان شيخا كبيرا قال أولست القائل:
(هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي حلائله) إني لأحسب أن في قتلك صلاح المصرين وأمر به فضربت رقبته وأنهب ماله.
وقيل أن عنبسة بن سعيد بن العاص قال للحجاج أتعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا أحد قتلة عثمان. فقال الحجاج: إي عدو الله! أفلا إلى أمير المؤمنين بعثت بديلا ثم أمر به فضربت عنقه وأمر مناديا فنادى ألا إن عميرا بن ضابئ أتى بعد ثلاثة وكان سمع النداء فأمرنا بقتله ألا إن ذمة الله بريئة ممن لم يأت الليلة إلى جند المهلب.