وقيل: إن المختار كتب إلى ابن الزبير أني اتخذت الكوفة دارا، فإن سوغتني ذلك وأمرت لي بألف ألف درهم سرت إلى الشام فكفيتك ابن مروان. فقال ابن الزبير: إلى متى أماكر كذاب ثقيف ويماكرني؟ ثم تمثل، شعر:
(عاري الجواعر من ثمود أصله * عبد ويزعم أنه من يقدم) وكتب إليه والله ولا درهم:
(ولا أمتري عبد الهوان ببدرتي * وإني لأني الحتف ما دمت أسمع) ثم أن عبد الملك بن مروان بعث عبد الملك بن الحرث بن أبي الحكم بن أبي العاص إلى وادي القرى وكان المختار قد وادع ابن الزبير ليكف عنه ليتفرغ لأهل الشام فكتب المختار إلى ابن الزبير قد بلغني أن ابن مروان قد بعث إليك جيشا فإن أحببت أمددتك بمدد.
فكتب إليه ابن الزبير أن كنت على طاعتي فبايع لي الناس قبلك وعجل إنفاذ الجيش ومرهم ليسيروا إلى من بوادي القرى من جند ابن مروان فليقاتلوهم والسلام.
فدعا المختار شرحبيل بن ورس الهمداني فسيره في ثلاثة آلاف أكثرهم من الموالي وليس منهم من العرب إلا سبعمائة رجل وقال سر حتى تدخل المدينة فإذا دخلتها فاكتب إلى بذلك حتى يأتيك أمري وهو يريد إذا دخلوا