للسطر والصف والسماط، وفستا اسم للحال، والمعنى أنه على التسطير والنظام، قلت: الذي عرفناه وشاهدناه في زماننا في بلاد الفرس أنهم يعنون بالرستاق كل موضع فيه مزارع وقرى ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة وبغداد، فهو عند الفرس بمنزلة السواد عند أهل بغداد وهو أخص من الكورة والإستان.
وأما الطسوج: بوزن سبوح وقدوس، فهو أخص وأقل من الكورة والرستاق والأستان، كأنه جزء من اجزاء الكورة. كما أن الطسوج جزء من أربعة وعشرين جزءا من الدينار، لان الكورة قد تشتمل على عدة طساسيج، وهي لفظة فارسية أصلها تسو، فعربت بقلب التاء طاء وزيادة الجيم في آخرها، وزيد في تعريبها بجمعها على طساسيج. وأكثرما تستعمل هذه اللفظة في سواد العراق، وقد قسموا سواد العراق على ستين طسوجا، أضيف كل طسوج إلى اسم. وقد ذكرت في مواضعها من كتابنا بإسقاط طسوج.
وأما الجند: فيجئ في قولهم: جند قنسرين، وجند فلسطين، وجند حمص، وجند دمشق، وجند الأردن، فهي خمسة أجناد، وكلها بالشام. ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام، قال الفرزدق:
فقلت: ما هو إلا الشام تركبه، * كأنما الموت، في أجناده، البغر قال أحمد بن يحيى بن جابر: اختلفوا في الأجناد، فقيل سمى المسلمون كل واحد من أجناد الشام جندا، لأنه جمع كورا، والتجند على هذا التجمع، وجندت جندا أي جمعت جمعا. وقيل:
سمى المسلمون لكل صقع جندا بجند عينوا له يقبضون أعطياتهم فيه منه، فكانوا يقولون: هؤلاء جند كذا حتى غلب عليهم وعلى الناحية.
وأما أباذ: فيكثر مجيئه في أسماء بلدان وقرى ورساتيق في هذا الكتاب، كقولهم:
أسد أباذ، ورستماباذ، وحصناباذ، فأسد اسم رجل، وأباذ اسم العمارة بالفارسية، فمعناه عمارة أسد. وكذلك كل ما يجئ في معناه، وهو كثير جدا.
وأما السكة: فهي الطريق المسكوكة التي تمر فيها القوافل من بلد إلى آخر. فإذا قيل في الكتب:
من بلد كذا إلى بلد كذا كذا سكة، فإنما يعنون الطريق. مثال ذلك أن يقال: من بغداد إلى الموصل خمس سكك، يعنون أن القاصد من بغداد إلى الموصل يمكنه أن يأتيها من خمس طرق.
وحكي عن بعضهم أن قولهم سكك البريد، يريدون منازل البريد في كل يوم، والأول أظهر وأصح. والله أعلم.
وأما المصر: فيجئ في قولهم: مصرت مدينة كذا في زمن كذا، وفي قولهم مدينة كذا مصر من الأمصار. والمصر في الأصل: الحد بين الشيئين، وأهل هجر يكتبون في شروطهم: اشترى