قال أبو سعد السمعاني: ثقة حافظ دين خير حسن السيرة صحيح العقيدة على طريقة السلف تارك للتكلف كان ربما خرج إلى السوق وعلى رأسه طاقية رأيته في طريق الحج وقد تغير ويبس شدقه من الصوم في القيظ وكان يملى في بعض الأوقات وقد نزع قميصه. قال أبو سعد في معجمه: حافظ تام المعرفة يحفظ جميع صحيح مسلم وكان يملى الأحاديث من حفظه.
قال أبو سعد: قدم أبو سعد ابن البغدادي مرة في الحج فاستقبله خلق كثير من أصبهان وهو على فرس فكان يسير سيرهم حتى قارب أصبهان فركض الفرس وترك الناس إلى أن وصل البلد وقال: أردت السنة، وكان مطبوعا حلو الشمائل استمليت عليه بالحرمين وكتب عنى وخرج إلى يوما وقال: أوقفتك، قلت: الوقوف على باب المحدث عز، فقال: لك بهذه الكلمة أستاذ 1؟ قلت:
لا، قال: فأنت أستاذها 1.
قال الحافظ عبد الله بن مرزوق: أبو سعد البغدادي شعلة نار. وقال معمر ابن الفاخر: كان أبو سعد يحفظ صحيح مسلم وكان يتكلم على الأحاديث بكلام [مليح 2]. وقال ابن النجار: أبو سعد إمام في الحديث وفى الزهد واعظ كتب عنه شجاع الذهلي، وكان إذا أكل طعاما اغرورقت عيناه بالدموع، ثم يأكل ويقول: كان داود عليه السلام يأكل ويبكى.
قال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: كنت ببغداد فاقترض منى أبو سعد البغداذي عشرة دنانير فاتفق انى دخلت على السلطان مسعود بن محمد فذكرت له ذلك فبعث معي إليه خمس مائة دينار ففرحت وجئته بها فأبى أن يأخذها. قال