حدثت بكتاب معاني القرآن [للفراء 1] سنة نيف وسبعين ومائتين.
قال الحاكم: وسمعت محمد بن حامد يقول سمعت أبا حامد الأعمشي يقول:
كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين ومائتين في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء.
قال: وسمعت محمد بن الفضل بن خزيمة قال سمعت جدي امام الأئمة وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال: اسمعوه من أبى العباس الأصم فإنه ثقة قد رأيته يسمع بمصر وسمعت أبا احمد الحافظ يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو غير أبى العباس الوراق، وبلغنا انه ثقة صدوق. قال الحاكم قرأت بخط أبى على الحافظ يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث ادخلوها عليه، فوقع الأصم: كل من روى عنى ذلك فهو كذاب، وليس هذا في كتابي. قال الحاكم: وقرأت بخط أبى عمرو أحمد بن المبارك المستملي حدثني محمد بن يعقوب بن يوسف الوراق انا بشر بن بكر - فذكر حديثين. قلت: هذا المستملي كبير يروى عن قتيبة ونحوه مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
قال الحاكم: حضرت الأصم يوما خرج ليؤذن للعصر فاستقبل وقال بصوت عال: انا الربيع بن سليمان انا الشافعي - ثم ضحك وضحك الناس ثم اذن، وقد خرج علينا في سنة أربع وأربعين فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء قد امتلأت السكة بهم وهم يطرقون له ويحملونه فجلس على جدار المسجد وبكى ثم نظر إلى المستملي وقال اكتب: نا الصاغاني سمعت