من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد امتحن هذا الرجل وشدد عليه وشرد عن وطنه وجرت له أمور [وقام عليه الفقهاء 1] لطول لسانه واستخفافه بالكبار ووقوعه في أئمة الاجتهاد بأفج عبارة وأفظ محاورة وأبشع رد وجرى بينه وبين أبى الوليد الباجي مناظرة ومنافرة. قال أبو العباس ابن العريف: كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين.
وقال أبو بكر محمد بن طرخان التركي قال لي الإمام أبو محمد عبد الله ابن محمد بن العربي: توفى ابن حزم بقريته وهي على خليج البحر الأعظم في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. وقال غيره: مات ليومين بقيا من شعبان سنة ست وخمسين وأربع مائة. أرخه في سنة ست غير واحد.
وفيها مات مفتى الحنفية ببخارى العلامة شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز ابن احمد الحلواني صاحب التصانيف في شعبان، والعلامة المتكلم أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي، ومسند بغداذ أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي عن تسعين سنة، ومحدث نيسابور المفيد أبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخشاب في عشر الثمانين.
كتب إلينا أبو محمد بن هارون من تونس سنة سبع مائة قال أنبأنا أبو القاسم أحمد بن يزيد القاضي انا أبو الحسن شريح بن محمد الرعيني إجازة عن أبي محمد بن حزم قال انا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود انا قاسم