قلت: فأيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبى سعيد بالشركة؟
فذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه. قال أبو الفضل القطان سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرقة وكان لي ثم قمطر من 1 كتب فجاء غلامي مغموما وقال: ضاعت: الكتب، فقلت: [يا بنى 2] لا تغتم، فان فيها مائتي الف حديث لا يشكل على حديث منها لا اسناده ولا متنه.
قال أبو على التنوخي: ما شاهدنا أحدا احفظ من أبى بكر ابن الجعابي وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي الف حديث ويجيب في مثلها، كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم وما يطعن على الواحد منهم، لم يبق في زمانه من يتقدمه.
أنبأنا ابن علان وغيره قالوا انا أبو اليمن انا الشيباني انا الخطيب حدثني الحسن بن محمد الأشقر سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربع مائة الف حديث، وأذاكر بست مائة الف حديث. قال أبو القاسم التنوخي: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد. وذكر الخطيب عن رجاله ان ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. وقال السلمي سألت الدارقطني عنه فقال: خلط - وذكر مذهبه في التشيع. وكذا روى الحاكم عن الدارقطني قال: وحدثني ثقة انه خلا به نائما وكتب على رجله قال فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء. قال الأزهري [ان 1] ابن الجعابي لما مات أوصي بأن تحرق كتبه