أنكروا على ابن حبان قوله النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. قلت: وهذا أيضا له محمل حسن ولم يرد حصر المبتدأ في الخبر ومثله: الحج عرفة. فمعلوم ان الرجل لا يصير حاجا بمجرد الوقوف بعرفة وإنما ذكر مهم الحج ومهم النبوة إذ أكمل صفات النبي العلم والعمل، ولا يكون أحد نبيا إلا أن يكون عالما عاملا. نعم النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من أولي العلم والعمل لا حيلة للبشر في اكتسابها ابدا وبها يتولد العلم النافع والعمل الصالح، ولا ريب ان اطلاق ما نقل عن أبي حاتم لا يسوغ، وذلك نفس فلسفي. مات أبو حاتم بن حبان في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. وهو في عشر الثمانين.
أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد السجستاني سنة ثلاث عشرة وأربع مائة قدم علينا حاجا انا أبو حاتم التميمي انا أبو خليفة انا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.
وأخبرني أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أبو بكر البيهقي انا أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور النوقاني انا أبو حاتم محمد بن حبان نا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين نا عبد ة عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمر الأزدي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يحرم على النار كل هين لين قريب سهل.