تهذيب الكمال - المزي - ج ٧ - الصفحة ٣٢٢
نحو ما تقدم. ولم يذكر في روايته " فأدرت وجهي " إلى قوله " أخضر "، وقال في روايته: داود بن رشيد.
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري، قال أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ، قال: أخبرنا الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن عبدون الأنصاري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمان العلوي، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل من ولد بديل بن ورقاء الخزاعي المقرئ، فذكرهما.
قال محمد بن عبد الله الحضرمي: مات بحلوان سنة ثمان، ويقال: سنة ست وخمسين ومئة (1).

(١) وقال الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر. وقال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والادغام، ألكم فيه إمام؟ قال: نعم، حمزة كان يهمز ويكسر، وهو إمام، لو رأيته لقرت عينك من نسكه. وقال ابن فضيل: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدر؟ قراءة حمزة. وقال أبو حنيفة: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.
ووثقه العجلي، وابن حبان، وقال ابن سعد: كان رجلا صالحا عنده أحاديث، وكان صدوقا صاحب سنة. وقال الساجي: صدوق سئ الحفظ، ليس بمتقن في الحديث، وقد ذمه جماعة أهل الحديث في القراءة، وأبطل بعضهم الصلاة باختياره من القراءة وقال هو والأزدي: يتكلمون في قراءته وينسبونه إلى حالة مذمومة فيها وهو في الحديث صدوق سئ الحفظ ليس بمتقن في الحديث. وقال الساجي أيضا: سمعت سلمة بن شبيب يقول: كان أحمد يكره أن يصلي خلف من يقرأ بقراءة حمزة. وقال أبو بكر بن عياش: قراءة حمزة عندنا بدعة.
قال الامام الذهبي في " السير ": " كره طائفة من العلماء قراءة حمزة لما فيها من السكت، وفرط المد، واتباع الرسم والاضجاع (يعني: الإمالة)، وأشياء، ثم استقر اليوم الاتفاق على قبولها، وبعض كان حمزة لا يراه. بلغنا أن رجلا قال له: يا أبا عمارة! رأيت رجلا من أصحابك همز حتى انقطع زره. فقال: لم آمرهم بهذا كله. وعنه قال: إن لهذا التحقيق حدا ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا. وعنه: إنما الهمزة رياضة، فإذا حسنها، سلها ".
وقال شمس الدين ابن الجزري في " غاية النهاية ": " إليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش. وكان إماما حجة ثقة ثبتا رضيا، قيما بكتاب الله، بصيرا بالفرائض، عارفا بالعربية، حافظا للحديث، عابدا، خاشعا، زاهدا، ورعا، قانتا لله، عديم النظير ". وقال أيضا: " وأما ما ذكر عن عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة، فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة، وما آفة الاخبار إلا رواتها، قال ابن مجاهد، قال محمد بن الهيثم: والسبب في ذلك أن رجلا ممن قرأ على سليم حضر مجلس ابن إدريس، فقرأ، فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، فكره ذلك ابن إدريس، وطعن فيه. قال محمد بن الهيثم: وقد كان حمزة يكره هذا وينهي عنه. قلت: أما كراهته الافراط من ذلك فقد روينا عنه من طرق أنه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز: لا تفعل، أما علمت ما كان فوق البياض فهو برص، وما كان فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
وذكر الداني أن مولده سنة 80، وصح الذهبي وفاته سنة 156، وذكر ان قبره بحلوان مشهور.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست