فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك وبأهل الحجاز وبأهل الشام وأهل العراق حتى تلقاهم بنفسك فإنك أبعد العرب صوتا وأعظمهم منزلة ثم قام علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فهذا يوم له ما بعده من الأيام وإني لا أرى يا أمير المؤمنين ما رأى هؤلاء أن تسير بنفسك ولا بأهل الحجاز ولا بأهل الشام ولا بأهل العراق فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان والله أشد تغييرا لما أنكر ولكن أرى أن تبعث إلى أهل الكوفة فتسير ثلثيهم وتدع في حفظ ذراريهم وجمع جزيتهم وتبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان والله أشد تغييرا لما أنكر فقال أشيروا علي من أستعمل عليهم قالوا يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك قال لاستعملن عليهم رجلا يكون أول أسنة يلقاها اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى النعمان بن مقرن فليسر بثلثي أهل الكوفة ويدع ثلثا في حفظ ذراريهم
(١٨٢)