والسبب الثالث: تقديم دراسة وافية مستقلة عن محدث ومفسر ومؤرخ، مثل أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر، المتوفى سنة 369 ه، الذي لم يحظ بترجمة عنه وافية، ودراسة شافية، فترجمت له ترجمة متسعة حسب الامكان، وأظهرت في ذلك جوانب شخصيته، وأبرزت معالم نبوغه.
وأرجو أن أكون قد وفقت فيما تناولته، وأظن قد قدمت جوانب لم أسبق إليها، والفضل لله أولا وآخرا.
ورابعا: كنت راغبا في تحقيق كتاب يتضمن كمية من الأحاديث تتنوع في موضوعها لأستفيد أكثر، وقد حقق الله رغبتي في الكتاب المذكور.
وخامسا: لما وجدت من أهمية هذا الكتاب، ومكانة مؤلفه، واتساع جوانب ثقافته، وتخصصه، فقوله في النقد حجة، وكتابه مرجع لمن بعده.
والهدف من هذا كله هو إخراج هذا الكتاب محققا بصورة صحيحة ليتيسر نشره، والانتفاع به بسهولة.
وقسمت عملي في خدمة هذا الكتاب إلى قسمين:
قسم يتعلق بخدمة نصوص متن الكتاب من تصحيح، وتخريج، وشرح لمشكلاته، وتثبيت لفروقه، واستدراك لفواته، فيما أمكن ومطموسه كما نبهت في مواضع على كثير من الأوهام التي وقع فيها بعض المحدثين، مما يتعلق بتصحيح حديث أو توثيق راو ضعيف مكان ثقة، أو عكسه في أثناء تخريجي الأحاديث، كما ستراه في أثناء التحقيق.
وقسم آخر يتعلق بمقدمة وافية للكتاب.
وكانت رغبتي في البداية أن أتناول فيها موضوعين: أحدهما: دراسة عن حياة المؤلف، وثانيهما: دراسة عن كتب الطبقات، وكتب الرجال المحلية،