كلامه في أول رجاله حيث قال: ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم السلام من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يرو عنهم، فكان ملتفتا في تداوم عمله إلى ما رامه من نوعية التقسيم والتنسيق لما رتب كتابه عليه من تأليفه على حالات الرواة وأوصافهم فان بعضهم لم يرو عنهم عليهم السلام الا بلا واسطة فجعلهم في الأبواب الموضوعة والمعينة لهم قبل الباب الأخير، وبعض آخر لم يرو عنهم عليهم السلام الا مع الواسطة وبعض ثالث روى عنهم عليهم السلام على نحوين فجعل الطائفة الثالثة كالثانية فيمن تأخر زمانهم عن الأئمة عليهم السلام لاجل عدم التطويل.
وبعبارة حسنة أخرى: المصرح به في أول رجال الشيخ أن موضوعه من يروى مباشرة عن المعصومين عليهم السلام ثم من بعدهم من عاصرهم وليس لهم رواية عنهم عليهم السلام مباشرة ولما رآى الشيخ أن في الرواة المباشري من يروى عنهم عليهم السلام أيضا عن غير مباشرة وهم جم غفير فلم يخصص لذكرهم بابا خاضا وإنما ناسب الاقتصار (1) ذكرهم جميعا في بابين: باب من روى وباب من لم يرو عنهم عليهم السلام، فأدرج القسم الثالث في باب (لم) بلحاظ روايتهم عنهم عليهم السلام على النحوين فهذا الوضع الخاص الحاصل لجملة من الرواة كقرينة لبية أوجبت تعميما في قوله: أو من عاصرهم ولم يرو عنهم عليهم السلام مباشريا بالخصوص، ومن المعلوم ان هذا العنوان له فردان:
1 - لم يرو عنهم عليهم السلام مباشرة أصلا.
2 - لم يرو عنهم عليهم السلام مباشرة فقط، وإنما روى عنهم مباشرة وغير مباشرة.
والدليل على هذا الحمل والتأويل، أولا - القرينة اللبية المذكورة آنفا، وثانيا - ضرورة حمل الشؤون التأليفي للشيخ الطوسي على الصحة لاجل أصالة الحقيقة