وتقدم عن محمد بن مسعود في ترجمة عبد الله بن مسعود، عده من الفطحية.
والمتحصل أنه لا اشكال في وثاقة علي بن أسباط وفي أنه كان فطحيا في زمان الرضا عليه السلام لما عرفت، إنما الاشكال في رجوعه عن ذلك في زمان الجواد عليه السلام، فإن مقتضى عد ابن مسعود إياه من الفطحية وإخبار الكشي عن جماعة بأنهم قالوا: إن علي بن أسباط مات على مذهبه بعدما ذكر أنه كان فطحيا، أنه لم يرجع إلى الحق حتى مات، وصريح النجاشي أنه رجع إلى الحق في زمان الجواد عليه السلام، فبين الامرين تهافت وتناقض.
قال ابن داود: " والأشهر ما قال النجاشي، لان ذلك شاع بين أصحابنا وذاع فلا يجوز بعد ذلك الحكم بأنه مات على المذهب الأول " (إنتهى).
أقول: إن كان الامر كما ذكره ابن داود فلماذا ذكره في القسم الثاني (321)، بل كان عليه أن يذكره في القسم الأول كما صنعه العلامة.
وكيف كان، فلم يظهر لنا وجه لتقديم قول النجاشي على قول محمد بن مسعود الذي هو كان قريب العهد إلى زمان الجواد عليه السلام، بل يظهر من الكشي أن المعروف بينهم أن علي بن أسباط لم يرجع حتى مات، وعلى ذلك فإن لم يتقدم قول محمد بن مسعود على كلام النجاشي، فلا أقل من تساقطهما، فلم يثبت رجوعه، نعم قد يؤيد رجوعه إلى الحق بترحم الإمام الجواد عليه السلام عليه في صحيحة علي بن مهزيار الحاكي كتاب علي بن أسباط إلى الجواد عليه السلام يسأله فيه عن أمر بناته وجوابه عليه السلام. الكافي: الجزء 5، باب آخر في أن المؤمن كفو المؤمنة من كتاب النكاح 24، الحديث 2.
وطريق الصدوق إليه: محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح، وإن كان في طريق الشيخ ابن أبي جيد، فإنه ثقة على الأظهر.