وعن علي بن جرير قال: قدمت على ابن المبارك فقال له رجل: إن رجلين تماريا عندنا في مسألة، فقال أحدهما: قال أبو حنيفة، وقال الآخر:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء، فقال ابن المبارك:
أعد علي، فأعاد عليه، فقال: كفر كفر، قلت: بك كفروا، وبك اتخذوا الكافر إماما. قال: ولم؟ قلت: بروايتك عن أبي حنيفة، قال: أستغفر الله من رواياتي عن أبي حنيفة. تاريخ بغداد (13 / 442).
وعن فضيل بن عياض قال: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة، وأفرطوا فيه، حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه. حلية الأولياء (6 / 358).
وكان محمد بن شجاع أبو عبد الله - فقيه أهل العراق - يحتال في إبطال الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورده، نصرة لأبي حنيفة ورأيه. تاريخ بغداد (5 / 351).
وهناك قوم قابلوا هؤلاء بالطعن على إمامهم، وشنوا عليه الغارات، وتحاملوا عليه بالوقيعة فيه، لا يسعنا ذكر جل ما وقفنا عليه من ذلك فضلا عن كله، غير أنا نذكر منه النزر اليسير.
قال ابن عبد البر (1): فممن طعن عليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح، فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين: أبو