ما هذه الدمدمة والهمهمة؟
ليست هذه الروايات إلا جلبة وصخبا تجاه الحقيقة الراهنة، ووجاه الخلافة الحقة الثابتة بالنصوص الصريحة الصحيحة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قد صدع بها النبي الأمين وحيا من الله العزيز من يوم بدء الدعوة إلى آخر نفس لفظه.
إن هي إلا اللغط والشغب دون أمر ليس لخلق الله فيه أي خيرة، وقد نص النبي الأعظم في بدء دعوته على أن الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء، وذلك يوم عرض نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) على بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله، فقال له قائلهم: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: " إن الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء " (1).
إن هي إلا سلسة بلاء وحلقة شقاء تجر الأمة إلى الضلال، وتسف بها إلى حضيض التعاسة، وتديمها في الجهل المبير، ومهاوي الدمار.