الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ١ - الصفحة ٤١٠
من دخل عليه - أي على أبي الحسن موسى - عليه السلام - قطع، إلا طائفة عمار وأصحابه " * (1)
* قوله: إلا طائفة عمار، يحتمل: الإضافة وكون المستثنى طائفة عمار وأصحاب عمار، والقطع عما بعده، فالمستثنى عمار وأصحابه.
(منه قدس سره) (1) ولنذكر الحديث بتمامه تبركا به كما في الجزء الأول من (أصول الكافي: ص 351) طبع إيران الجديد: " محمد بن يحيى عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم، قال:
كنا بالمدينة بعد وفاةأبي عبد الله الصادق عليه السلام. - انا وصاحب الطاق - والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر: انه صاحب الامر بعد أبيه فدخلنا عليه - انا وصاحب الطاق - والناس عنده، وذلك: انهم رووا عن أبي عبد الله (ع): أنه قال: إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة، في كم تجب؟
فقال: في مائتين خمسة، فقلنا ففي مائة؟ فقال: درهمان ونصف.
فقلنا: والله ما تقول المرجئة هذا، قال: فرفع يده إلى السماء، فقال:
والله ما أدرى ما تقول المرجئة.
قال: فخرجنا من عنده ضلالا. لا ندري إلى أين نتوجه - انا وأبو جعفر الأحول - فقعدنا في بعض أزقة الكوفة، باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه، ولا من نقصد، ونقول: إلى المرجئة، إلى القدرية إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج؟ فنحن كذلك، إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه، يومئ إلى بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك: انه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه السلام عليه، فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت للأحول:: تنح فاني خائف على نفسي وعليك، وانما يريدني لا يريدك، فتنح عنى لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى - غير بعيد - وتبعت الشيخ. وذلك: اني ظننت اني لا أقدر على التخلص منه، فما زلت اتبعه - وقد عزمت على الموت - حتى ورد بي على باب أبي الحسن عليه السلام، ثم خلاني ومضى " فإذا خادم بالباب، فقال لي: ادخل - رحمك الله - فدخلت، فإذا أبو الحسن موسى عليه السلام، فقال لي - ابتداء منه -: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الخوارج، إلي، إلي. فقلت: جعلت فداك مضى أبوك؟ قال: نعم، قلت: مضى موتا؟ قال: نعم. قلت: فمن لنا من بعده؟ فقال: إن شاء الله ان يهديك هداك، قلت: جعلت فداك إن عبد الله يزعم: انه من بعد أبيه. قال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال: قلت: جعلت فداك، فمن لنا من بعده؟ قال: إن شاء الله ان يهديك هداك. قال: قلت: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: لا، ما أقول ذلك. قال - فقلت في نفسي -. لم أصب طريق المسألة، ثم قلت له:
جعلت فداك، عليك إمام؟ قال: لا، فداخلني شئ لا يعلم إلا الله عز وجل إعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه. ثم قلت له: جعلت فداك، أسألك عما كنت اسأل أباك؟
فقال: سل تخبر ولا تذع، فان أذعت فهو الذبح. فسألته فإذا هو بحر لا ينزف. قلت: جعلت فداك، شيعتك وشيعة أبيك ضلال، فألقي إليهم وادعوهم إليك - وقد اخذت علي الكتمان -؟ قال: من آنست منه رشدا فالق إليه، وخذ عليه الكتمان، فان أذاعوا فهو الذبح - وأشار بيده إلى حلقه -.
قال: فخرجت من عنده، فلقيت ابا جعفر الأحول، فقال لي:
ما وراءك؟ قلت: الهدى، فحدثته بالقصة. قال ثم لقينا الفضيل وأبا بصير، فدخلا عليه، وسمعا كلامه، وسألاه، وقطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا، فكل من دخل عليه، قطع إلا طائفة عمار وأصحابه وبقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس... ".