الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
عليه السلام، ومن أخذه بالثار مع المختار (1) قالوا: وتداخله من الندم شئ عظيم حتى كادت نفسه تفيض.
والرجل صحيح الاعتقاد، سئ العمل. وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته
(١) يحدثنا ابن الأثير الجزري في حوادث سنة ٦٨ ه من تاريخه الكامل فيقول: ".. فخرج (اي من مجلس ابن زياد) فركب فرسه ثم طلبه ابن زياد، فقالوا: ركب الساعة، فقال علي به فأحضر الشرط خلفه فقالوا: أجب الأمير، فقال أبلغوه عني لا آتيه طائعا ابدا، ثم اجرى فرسه واتى منزل أحمد بن زياد الطائي فاجتمع إليه أصحابه، ثم خرج حتى أتى كربلا، فنظر إلى مصارع الحسين (عليه السلام) ومن قتل معه، فاستغفر لهم ثم مضى إلى المدائن، وقال في ذلك:
- يقول أمير غادر وابن غادر * الا كنت قاتلت الحسين بن فاطمه - - ونفسي على خذلانه واعتزاله * وبيعة هذا الناكث العهد لائمه - - فيا ندمي أن لا أكون نصرته * الا كل نفس - لا تسدد - نادمه - - إني لأني لم أكن من حماته * لذو حسرة أن لا تفارق لازمه - - سقى الله أرواح الذين تبادروا * إلى نصره سحا من الغيث دائمه - - وقفت على أجداثهم ومحالهم * فكاد الحشى ينقض، والعين ساجمه - - لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * سراعا إلى الهيجا، حماة خضارمه - - تأسوا على نصر ابن بنت نبيهم * بأسيافهم آساد غيل ضراغمه - - فان يقتلوا في كل نفس بقية * على الأرض قد أضحت لذلك واجمه - - وما ان رأى الراؤن أفضل منهم * لدى الموت سادات وزهر قماقمه - - يقتلهم ظلما ويرجو ودادنا * فدع خطه ليست لنا بملائمه - - لعمري لقد راغمتونا بقتلهم * فكم ناقم منا عليكم وناقمه - - أهم مرارا ان أسير بجحفل * إلى فئة - زاغت عن الحق - ظالمه - - فكفوا وإلا زدتكم بكتائب * أشد عليكم من زحوف الديالمه وقال الشيخ نجم الدين - من أحفاد بن نما الحلي - في رسالته " ذوب النضار شرح الثار ": وكان عبيد الله بن الحر بن المجمع بن خزيم الجعفي من اشراف الكوفة، وكان قد مشى إليه الحسين عليه السلام وندبه إلى الخروج معه، فلم يفعل ثم تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض، فقال:
- فيا لك حسرة ما دمت حيا * تردد بين حلقي والتراقي - - حسين حين يطلب بذل نصري * على اهل الضلالة والنفاق - - غداة يقول لي بالقصر قولا: * أتتركنا وتزمع بالفراق - - ولو اني أواسيه بنفسي * لنلت كرامة يوم التلاق - - مع ابن المصطفى نفسي فداه * تولى ثم ودع بانطلاق - - فلو فلق التلهف قلب حي * لهم اليوم قلبي بانفلاق - - فقد فاز الأولى نصروا حسينا * وخاب الآخرون إلى النفاق "