الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ١ - الصفحة ٣٢٦
وأخذ الأموال، ومضى إلى مصعب بن الزبير، وقصته معروفة (1) وله في ذلك أشعار يتأسف فيها ويتلهف على ما فاته من نصر الحسين
(1) مجمل اخبار عبيد الله الحر الجعفي وقصته - كما ذكره أرباب التاريخ -: انه كان قائدا من الشجعان الابطال، وكان من أصحاب عثمان ابن عفان، فلما عثمان انحاز إلى معاوية، فشهد معه صفين، وأقام عنده إلى أن قتلعلي عليه السلام، فرحل إلى الكوفة، فلما كانت فاجعة الحسين - عليه السلام - تغيب، ولم يشهد الوقعة - لما ذكرناه في الهامش السابق مما رواه ابن بابويه الصدوق - رحمه الله - فسأل عنه ابن زياد (أمير الكوفة) فجاءه بعد أيام. فعاتبه على تغيبه واتهمه بأنه كان يقاتل مع الحسين عليه السلام، فقال لو كنت معه لرؤي مكاني، ثم خرج فطلبه ابن زياد فامتنع بمكان على شاطئ الفرات، والتف حوله جمع ولما قدم مصعب بن الزبير قصده عبيد الله بمن معه، وصحبه في حرب المختار الثقفي، ثم خاف مصعب ان ينقلب عليه عبيد الله، فحبسه وأطلقه بعد أيام بشفاعة رجال من (مذحج) فحقدها عليه وخرج مغاضبا، فوجه إليه مصعب رجالا يراودونه على الطاعة، ويعدونه بالولاية، وآخرين يقاتلونه فرد أولئك وهزم هؤلاء. واشتدت عزيمته، وكان معه ثلاثمائة مقاتل فامتلك تكريت، وأغار على الكوفة وأعيى مصعبا امره. ثم تفرق عنه جمعه بعد معركة، وخاف ان يؤسر، فألقى نفسه في الفرات، فمات غريقا وكان شاعرا فحلا، ثابت الايمان. قال لمعاوية يوما إن عليا على الحق وأنت على الباطل. وهذا يدل على صحة اعتقاده لا سيما ما أظهره من شدة ندمه وتحسرة - نظما ونثرا - على تركه لنصرة الحسين عليه السلام ليفوز بجنات النعيم وطيبها (انظر تفصيل أحواله واخباره في تاريخ ابن الأثير الجزري في حوادث سنة 68 ه).