وأما المجاز فحده ما نقل عما وضع له وقل التخاطب غير به وقد يكون ذلك بزيادة ونقصان وتقديم وتأخير واستعارة فالزيادة كقوله عز وجل ليس كمثله شئ (2) والمعنى ليس مثله شئ والكاف زائدة والنقصان كقوله تعالى واسأل القرية والمراد أهل القرية فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه والتقديم والتأخير كقوله عز وجل والذي أخرج المرعي فجعله غثاء أحوى (3) والمراد أخرج المرعي أحوى فجعله غثاء فقدم وأخر والاستعارة كقوله تعالى جدارا يريد أن ينقض (4) فاستعار فيه لفظ الإرادة وما من مجاز إلا وله حقيقة لأنا قد بينا أن المجاز ما نقل عما وضع له وما وضع له هو الحقيقة 8 - فصل ويعرف المجاز من الحقيقة بوجوه من أن يصرحوا بأنه مجاز وقد بين أهل اللغة ذلك وصنف أبو عبيدة كتاب المجاز في القرآن وبين جميع ما فيه من المجاز ومنها أن يستعمل اللفظ فيما لا يسبق إلى الفهم عند سماعه كقولهم في البليد حمار والأبله أحمد تيس ومنها أن يوصف الشئ ويسمى بما يستحيل وجوده كقوله واسأل القرية (5)
(٥٩)