سمرة وقيل سدرة على أن يقاتلوا قريشا ولا يفروا وروى على الموت دونه وأن لا يفروا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم خير أهل الأرض وكانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وقيل ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وثلاثمائة وقوله تعالى «فعلم ما في قلوبهم» عطف على يبايعونك لما عرفت من أنه بمعنى بايعوك لاعلى رضى فإن رضاه تعالى عنهم مترتب على علمه تعالى بما في قلوبهم من الصدق والإخلاص عند مبايعتهم له صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى «فأنزل السكينة عليهم» عطف على رضى أي فأنزل عليهم الطمأنينة والأمن وسكون النفس بالربط على قلوبهم وقيل بالصلح «وأثابهم فتحا قريبا» هو فتح خيبر عقب انصرافهم من الحديبية كما مر تفصيله وقرئ وآتاهم «ومغانم كثيرة يأخذونها» أي مغانم خيبر والالتفات إلى الخطاب على قراءة الأعمش وطلحة ونافع لتشريفهم في مقام الامتنان «وكان الله عزيزا» غالبا «حكيما» مراعيا لمقتضى الحكمة في أحكامه وقضاياه «وعدكم الله مغانم كثيرة» هي ما يفيؤه على المؤمنين إلى يوم القيامة «تأخذونها» في أوقاتها المقدرة لكل واحدة منها «فعجل لكم هذه» أي غنائم خيبر «وكف أيدي الناس عنكم» أي أيدي أهل خيبر وحلفائهم من بنى أسد وغطفان حيث جاءوا لنصرتهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا وقيل أيدي أهل مكة بالصلح «ولتكون آية للمؤمنين» أمارة يعرفون بها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعده إياهم عند رجوعه من الحديبية ما ذكر من المغانم وفتح مكة ودخول المسجد الحرام واللام متعلقة إما بمحذوف مؤخر أي ولتكون آية لهم فعل ما فعل من التعجيل والكف أو بما تعلق به علة أخرى محذوفة من أحد الفعلين أي فعجل لكم هذه أو كف أيدي الناس لتغتنموها ولتكون الخ فالواو على الأول اعتراضية وعلى الثانية عاطفة «ويهديكم» بتلك الآية «صراطا مستقيما» هو الثقة بفضل الله تعالى والتوكل عليه في كل ما تأتون وما تذرون «وأخرى» عطف على هذه أي فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى «لم تقدروا عليها» وهى مغانم هوازن في غزوة حنين ووصفها بعدم القدرة عليها لما كان فيها من الجولة قبل ذلك لزيادة ترغيبهم فيها وقوله تعالى «قد أحاط الله بها» صفة أخرى لأخرى مفيدة لسهولة تأتيها بالنسبة إلى قدرته تعالى بعد بيان صعوبة منالها بالنظر إلى قدرتهم أي قد قدر الله عليها واستولى وأظهركم عليها وقيل حفظها لكم ومنعها من غيركم هذا وقد قيل إن أخرى منصوب بمضمر يفسره قد أحاط الله بها أي وقضى الله أخرى ولا ريب في أن الاخبار بقضاء الله إياها بعد اندراجها في جملة المغانم الموعودة بقوله تعالى وعدكم مغانم كثيرة تأخذونها ليس فيه مزيد فائدة وإنما الفائدة
(١١٠)