تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
«ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما» إعادة لما سبق قالوا فائدتها التنبيه على ان لله تعالى جنود الرحمة وجنود العذاب وأن المراد ههنا جنود العذاب كما ينبئ عنه التعرض لوصف العزة «إنا أرسلناك شاهدا» أي على أمتك لقوله تعالى ويكون الرسول عليكم شهيدا «ومبشرا» على الطاعة «ونذيرا» على المعصية «لتؤمنوا بالله ورسوله» الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولأمته «وتعزروه» وتقووه بتقوية دينه ورسوله «وتوقروه» وتعظموه «وتسبحوه» وتنزهوه أو تصلوا له من السبحة «بكرة وأصيلا» غدوة وعشيا عن ابن عباس رضي الله عنهما صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وقرئ الأفعال الأربعة بالياء التحتانية وقرئ وتعزروه بضم التاء وتخفيف الزاي المكسورة وقرئ بفتح التاء وضم الزاي وكسرها وتعززوه بزاءين وتوقروه من أوقره بمعنى وقره «إن الذين يبايعونك» أي على قتال قريش تحت الشجرة وقوله تعالى «إنما يبايعون الله» خبران يعنى ان مبايعتك هي مبايعة الله عز وجل لأن المقصود توثيق العهد بمراعاة أوامره ونواهيه وقوله تعالى «يد الله فوق أيديهم» حال أو استئناف مؤكد له على طريقة التخييل والمعنى أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله وقرئ إنما يبايعون الله اى لأجله ولوجهه «فمن نكث فإنما ينكث على نفسه» أي فمن نقض عهده فإنما يعود ضرر نكثه على نفسه وقرئ بكسر الكاف «ومن أوفى بما عاهد عليه الله» بضم الهاء فإنه أبقى بعد حذف الواو توسلا بذلك إلى تفخيم لامن الجلالة وقرئ بكسرها أي ومن وفى بعهده «فسيؤتيه أجرا عظيما» هو الجنة وقرئ بما عهد وقريء فسنؤتيه بنون العظمة «سيقول لك المخلفون من الأعراب» هم أعراب غفار ومزينة وجهينة وأشجع وأسلم والديل تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استنفر من
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة