تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ٢٦٦
«بسم الله الرحمن الرحيم» «يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك» روى أن النبي عليه الصلاة والسلام خلا بمارية في يوم عائشة وعلمن بذلك حفصة فقال لها اكتمى على فقد حرمت مارية على نفسي وأبشرك أن أبا بكر وعمر يملكان بعدى أمر أمتي فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين وقيل خلا بها في يوم حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم فطلقها واعتزل نساءه فنزل جبريل عله السلام فقال راجعها فإنها صوامة قوامة وإنها لمن نسائك في الجنة وروى أنه عليه الصلاة والسلام شرب عسلا في بيت زينب بنت جحش فتواطأت عائشة وحفصة فقالتا نشم منك ريح المغافير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره التفل فحرم العسل فنزلت فمعناه لم تحرم ما أحل الله لك من ملك اليمين أو من العسل «تبتغي مرضات أزواجك» إما تفسير لتحرم أو حال من فاعلة أو استئناف ببيان ما دعاه إليه مؤذن بعد صلاحيتك لذلك «والله غفور» مبالغ في الغفران قد غفر لك هذه الزلة «رحيم» قد رحمك ولم يؤاخذك به وإنما عاتبك محاماه على عصمتك «قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم» أي شرع لكم تحليلها وهو حل ما عقده بالكفارة أو بالاستثناء متصلا حتى لا يحنث والأول هو المراد ههنا «والله مولاكم» سيدكم ومتولى أموركم «وهو العليم» بما يصلحكم فيشرعه لكم «الحكيم» المتقن في أفعاله وأحكامه فلا يأمركم ولا ينهاكم إلا حسبما تقتضيه الحكمة ة «وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه» وهي حفصة «حديثا» أي حديث تحريم مارية أو العسل أو أمر الخلافة «فلما نبأت به» أي أخبرت حفصة عائشة بالحديث وأفشته إليها وقرئ أنبأت به «وأظهره الله عليه» اى أطلع الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام على إفشاء حفصة «عرف» أي النبي عليه الصلاة والسلام حفصة «بعضه» بعض الحديث الذي أفشته قيل هو حديث الإمامة وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال لها ألم أقل لك أكتمى على قالت والذي بعثك بالحق ما ملكت
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة