تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
«وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة» أي ما يتزين به من اللباس والمراكب ونحوها «وأموالا» وأنواعا كثيرة من المال «في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك» دعاء عليهم بلفظ الأمر بما علم بممارسة أحوالهم أنه لا يكون غيره كقولك لعن الله إبليس وقيل اللام للعاقبة وهى متعلقة بآتيت أو للعلة لأن إيتاء النعم على الكفر استدراج وتثبيت على الضلال ولأنهم لما جعلوها ذريعة إلى الضلال فكأنهم أوتوها ليضلوا فيكون ربنا تكرير للأول تأكيدا أو تنبيها على أن المقصود عرض ضلالهم وكفرانهم تقدمة لقوله تعالى «ربنا اطمس على أموالهم» الطمس المحو وقرئ بضم الميم أي أهلكها «واشدد على قلوبهم» أي اجعلها قاسية واطبع عليها حتى لا تنشرح للإيمان كما هو قضية شأنهم «فلا يؤمنوا» جواب للدعاء أو دعاء بلفظ النهى أو عطف على ليضلوا وما بينهما دعاء معترض «حتى يروا العذاب الأليم» أي يعاينوه ويوقنوا به بحيث لا ينفعهم ذلك إذ ذاك «قال قد أجيبت دعوتكما» يعنى موسى وهارون عليهما السلام لأنه كان يؤمن كما يشعر به إضافة الرب إلى ضمير المتكلم مع الغير في المواقع الثلاثة «فاستقيما» فاثبتا على ما أنتما عليه من الدعوى وإلزام الحجة ولا تستعجلا فإن ما طلبتما كائن في وقته لا محالة روى أنه مكث فيهم بعد الدعاء أربعين سنة «ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون» أي بعادات الله سبحانه في تعليق الأمور بالحكم والمصالح أو سبيل الجهلة في الاستعجال أو عدم الوثوق بوعد الله تعالى وقرئ بالنون الخفيفة وكسرها لالتقاء الساكنين ولا تتبعان من تبع ولا تتبعان أيضا «وجاوزنا ببني إسرائيل البحر» هو من جاوز المكان إذا تخطاه وخلفه والباء للتعدية أي جعلناهم مجاوزين البحر بأن جعلناه يبسا وحفظناهم حتى بلغوا الشط وقرئ جوزنا وهو من التجويز المرادف للمجاوزة لا مما هو بمعنى التنفيذ نحو ما وقع في قول الأعشى * كما جوز السكى في الباب فيتق * وإلا لقيل وجوزنا نبي إسرائيل في البحر ولخلا النظم الكريم عن الإيذان بانفصالهم عن البحر وبمقارنة العناية الإلهية لهم عند الجواز كما هو المشهور في الفرق بين أذهبه وذهب به «فأتبعهم» يقال تبعته حتى اتبعته إذا كان سبقك فلحقته أي أدركهم ولحقهم 8 فرعون وجنوده 8 حتى تراءت الفئتان وكاد يجتمع الجمعان 8 بغيا وعدوا 8 ظلما واعتداء
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308