تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ١٦٩
«قالوا أجئتنا» الخ مسوق لبيان أنه صلى الله عليه وسلم ألقمهم الحجر فانقطعوا عن الإتيان بكلام له تعلق بكلامه صلى الله عليه وسلم فضلا عن الجواب الصحيح واضطروا إلى التثبت بذيل التقليد الذي هو دأب كل عاجز محجوج وديدن كل معاند لجوج على أنه استئناف وقع جوابا عما قبله من كلامه صلى الله عليه وسلم على طريقة قوله تعالى قال موسى الخ حسبما أشير إليه كأنه قيل فماذا قالوا لموسى عليه السلام عندما قال لهم ما قال فقيل قالوا عاجزين عن المحاجة أجئتنا «لتلفتنا» أي لتصرفنا فإن الفتل واللفت أخوان «عما وجدنا عليه آباءنا» أي من عبادة الأصنام ولا ريب في أن ذلك إنما يتسنى بكون ما ذكر من تتمة كلامه عليه السلام على الوجه الذي شرح إذ على تقدير كونه محكيا من قبلهم يكون جوابه عليه السلام خاليا عن التبكيت الملجئ لهم إلى العدول عن سنن المحاجة ولا ريب في أنه لا علاقة بين قولهم أجئتنا الخ وبن إنكاره عليه السلام لما حكى عنهم مصصحة لكونه جوابا عنه «وتكون لكما الكبرياء» أي الملك أو التكبر على الناس باستتباعهم وقرئ ويكون بالياء التحتانية وكلمة في في قوله تعالى «في الأرض» أي أرض مصر متعلقة بتكون أو بالكبرياء أو بالاستقرار في لكما لوقوعه خبرا أو بمحذوف وقع حالا من الكبرياء أو من الضمير في لكما لتحمله إياه «وما نحن لكما بمؤمنين» أي بمصدقين فيما جئتما به وتثنية الضمير في هذين الموضعين بعد إفراده فيما تقدم من المقامين باعتبار شمول الكبرياء لهما عليهما السلام واستلزام التصديق لأحدهما التصديق للآخر وأما اللفت والمجئ له فحيث كانا من خصائص صاحب الشريعة اسند إلى موسى عليه السلام خاصة «وقال فرعون» توحيد الفعل لأن الأمر من وظائف فرعون أي قال لملئه يأمرهم بترتيب مبادئ إلزامهما عليهما السلام بالفعل بعد اليأس من إلزامها بالقول «ائتوني بكل ساحر عليم» بفنون السحر حاذق ماهر فيه وقرئ سحار «فلما جاء السحرة» عطف على مقدر يستدعيه المقام قد حذف إيذانا بسرعة امتثالهم لأمر فرعون كما هو شأن الفاء الفصيحة في كل مقام أي فأتوا به فلما جاءوا «قال لهم موسى» لكن لا في ابتداء مجيئهم بل بعد ما قالوا عليه السلام ما حكى عنهم في السور الأخر من قولهم إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين ونحو ذلك «ألقوا ما أنتم ملقون» أي ملقون له كائنا ما كان من أصناف السحر «فلما ألقوا» ما ألقوا من العصى والحبال واسترهبوا الناس وجاءوا بسحر عظيم «قال» لهم «موسى» غير مكترث بهم وبما صنعوا «ما جئتم به السحر» ما موصولة
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308