تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ٢٧٠
وقرئ دكاء أي أرضا مستوية ومنه ناقة دكاء للتي لا سنام لها وقرئ دكا جمع دكاء أي قطعا «وخر موسى صعقا» مغشيا عليه من هول ما رآه «فلما أفاق» الإفاقة رجوع العقل والفهم إلى الإنسان بعد ذهابهما بسبب من الأسباب «قال» تعظيما لما شاهده «سبحانك» أي تنزيها لك من أن أسألك شيئا بغير إذن منك «تبت إليك» أي من الجراءة والإقدام على السؤال بغير إذن «وأنا أول المؤمنين» أي بعظمتك وجلالك وقيل أول من آمن بأنك لا ترى في الدنيا وقيل بأنه لا يجوز السؤال بغير غذن منك «قال يا موسى» استئناف مسوق لتسليته عليه الصلاة والسلام من عدم الإجابة إلى سؤال الرؤية كأنه قيل إن منعتك الرؤية فقد أعطيتك من النعم العظام ما لم أعط أحدا من العالمين فاغتنمها وثابر على شكرها «إني اصطفيتك» أي اخترتك واتخذتك صفوة وآثرتك «على الناس» أي المعاصرين لك وهارون إن كان نبيا كان مأمورا باتباعه وما كان كليما ولا صاحب شرع «برسالاتي» أي بأسفار التوراة وقرئ برسالتي «وبكلامي» وبتكليمي إياك بغير واسطة «فخذ ما آتيتك» أي أعطيتك من شرف النبوة والحكمة «وكن من الشاكرين» على ما أعطيت من جلائل النعم قيل كان سؤال الرؤية يوم عرفة وإعطاء التوراة يوم النحر «وكتبنا له في الألواح من كل شيء» أي مما يحتاجون إليه من أمور دينهم «موعظة وتفصيلا لكل شيء» بدل من الجار والمجرور أي كتبنا له كل شيء من المواعظ وتفصيل الأحكام واختلف في عدد الألواح وفي جوهرها ومقدارها فقيل إنها كانت عشرة ألواح وقيل سبعة وقيل لوحين وإنها كانت من زمردة جاء بها جبريل عليه السلام وقيل من زبرجدة خضراء أو ياقوتة حمراء وقيل أمر الله تعالى موسى بقطعها من صخرة صماء لينهاله فقطعها بيده وشققها بأصابعه وعن الحسن رضي الله عنه كانت من خشب نزلت من السماء فيها التوراة وإن طولها كان عشرة أذرع وقيل أنزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير يقر الجزء منه في سنة لم يقرأها إلا أربعة نفر موسى ويوشع وعزير وعيسى عليهم السلام وعن مقاتل رضي الله عنه كتب في الألواح إني أنا الله الرحمن الرحيم لا تشركوا بي شيئا ولا تقطعوا السبيل ولا تزنوا ولا تعقوا الوالدين «فخذها» على إضمار قول معطوف على كتبنا فقلنا خذها «بقوة» بجد وعزيمة وقيل هو بدل من قوله تعالى فخذ ما آتيتك والضمير للألواح أو لكل شيء لأنه بمعنى الأشياء أو للرسالة أو للتوراة «وأمر قومك يأخذوا بأحسنها» أي بأحسن ما فيها كالعفو والصبر بالإضافة إلى الاقتصاص والانتصار على طريقة الندب والحث على اختيار الأفضل كما في قوله تعالى واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم أو بواجباتها فإنها
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302