كما يتعبد ملائكتي حول عرشي فهبطت عليه الملائكة فحفر حتى بلغ الأرض السابعة فقذف فيه الملائكة الصخر حتى أشرف على وجه الأرض وهبط آدم بياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض فوضعها على الأساس فلم تزل الياقوتة كذلك حتى كان زمن الغرق فرفعها الله * وأخرج الأزرقي عن عثمان بن ساج قال أخبرني سعيد ان آدم عليه السلام حج على رجليه سبعين حجة ماشيا وان الملائكة لقيته بالمأزمين فقالوا بر حجك يا آدم اما انا قد حججنا قبلك بألفي عام * وأخرج الأزرقي عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم عليه السلام قال أي رب انى أعرف شقوتي لا أرى شيئا من نورك بعد فأنزل الله عليه البيت الحرام على عرض البيت الذي في السماء وموضعه من ياقوت الجنة ولكن طوله ما بين السماء والأرض وأمره أن يطوف به فاذهب عنه الهم الذي كان قبل ذلك ثم رفع على عهد نوح عليه السلام * وأخرج الأزرقي من طريق ابن جريج عن مجاهد قال بلغني أنه لما خلق الله السماوات والأرض كان أول شئ وضعه فيها البيت الحرام وهو يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان أحدهما شرقي والآخر غربي فجعله مستقبل البيت المعمور فلما كان زمن الغرق رفع في ديباجتين فهو فيهما إلى يوم القيامة واستودع الله الركن أبا قبيس قال ابن عباس كان ذهبا فرفع في زمان الغرق قال ابن جريج قال جويبر كان بمكة البيت المعمور فرفع زمن الغرق فهو في السماء * واخرج الأزرقي عن عروة بن الزبير قال بلغني أن البيت وضع لآدم عليه السلام يطوف به ويعبد الله عنده وان نوحا قد حجه وجاءه وعظمه قبل الغرق فلما أصاب الأرض من الغرق حين أهلك الله قوم نوح أصاب البيت ما أصاب الأرض فكان ربوة حمراء معروف مكانه فبعث الله هودا إلى عاد فتشاغل بأمر قومه حتى هلك ولم يحجه ثم بعث الله صالحا إلى ثمود فتشاغل حتى هلك ولم يحجه ثم بوأه الله لإبراهيم عليه السلام فحجه وعلم مناسكه ودعا إلى زيارته ثم لم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم الا حجه * وأخرج الأزرقي عن أبي قلابة قال قال الله لآدم انى مهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فلم يزل حتى كان زمن الطوفان فرفع حتى بوئ لإبراهيم مكانه فبناه من خمسة أجبل من حراء وثبير ولبنان والطور والجبل الأحمر * وأخرج الجندي عن معمر قال إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا حتى إذا غرق قوم نوح رفعه وبقى أساسه فبوأه الله لإبراهيم فبناه بعد ذلك وذلك قوله تعالى وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل واستودع الركن أبا قبيس حتى إذا كان بناء إبراهيم نادى أبو قبيس إبراهيم فقال يا إبراهيم هذا الركن فجاء فحفر عنه فجعله في البيت حين بناه إبراهيم عليه السلام * وأخرج الأصبهاني في ترغيبه وابن عساكر عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله إلى آدم أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث قال وما يحدث على يا رب قال ما لا تدرى وهو الموت قال وما الموت قال سوف تذوق قال ومن أستخلف في أهلي قال أعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال فعرض على السماوات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم من أرض الهند حاجا فما نزل منزلا أكل فيه وشرب الا صار عمرانا بعده وقرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما انا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله إليه يا آدم قضيت نسكك قال نعم يا رب قال فسل حاجتك تعط قال حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدى قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه * وأخرج ابن خزيمة وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن آدم أتى هذا البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه من ذلك ثلثمائة حجة وسبعمائة عمرة وأول حجة حجها آدم وهو واقف بعرفات أتاه جبريل فقال يا آدم بر نسكك اما انا قد طفنا بهذا البيت قبل ان تخلق بخمسين ألف سنة * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال أول من طاف بالبيت الملائكة وان ما بين الحجر إلى الركن اليماني لقبور من قبور الأنبياء كان النبي منهم عليهم السلام إذا أذاه قومه خرج من بين أظهرهم فعبد الله فيها حتى يموت * وأخرج الأزرقي والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه ان آدم
(١٣٠)