الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٣٤
فذلك لا يطوف بالبيت ملك من جبابرة الملوك ولا اعرابي نافر الا وعليه السكينة والوقار * وأخرج الأزرقي عن بشر بن عاصم قال أقبل إبراهيم من أرمينية السكينة والملك والصرد دليلا به يتبوأ إبراهيم كما تتبوأ العنكبوت بيتها فرفع صخرة فما رفعها عنه الا ثلاثون رجلا فقالت السكينة ابن علي فلذلك لا يدخله اعرابي نافر ولا جبار الا رأيت عليه السكينة * وأخرج الأزرقي عن علي بن أبي طالب قال اقبل إبراهيم والملك والسكينة والصرد دليلا حتى تبوأ البيت كما تبوأت العنكبوت بيتها فحفر ما برز عن أسها أمثال خلف الإبل لا يحرك الصخرة الا ثلاثون رجلا ثم قال الله لإبراهيم قم فابن لي بيتا قال يا رب وأين قال سنريك فبعث الله سحابة فيها رأس يكلم إبراهيم فقال يا إبراهيم ان ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها فقال له الرأس أقد فعلت قال نعم قال فارتفعت السحابة فأبرز عن أس نابت من الأرض فبناه إبراهيم عليه السلام * وأخرج الأزرقي عن قتادة في قوله وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت قال ذكر لنا أنه بناه من خمسة أجبل من طور سينا وطور زيتا ولبنان والجودي وحراء وذكر لنا ان قواعده من حراء * وأخرج الأزرقي عن الشعبي قال لما أمر إبراهيم ان يبنى البيت وانتهى إلى موضع الحجر قال لإسماعيل ائتني بحجر ليكون علما للناس يبتدؤن منه الطواف فاتاه بحجر فلم يرضه فأتى إبراهيم بهذا الحجر ثم قال أتاني به من لم يكلني إلى حجرك * وأخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو ان جبريل عليه السلام هو الذي نزل عليه بالحجر من الجنة وأنه وضعه حيث رأيتم وانكم لن تزالوا بخير ما دام بين ظهرانيكم فتمسكوا به ما استطعتم فإنه يوشك ان يجئ فيرجع به إلى حيث جاء به * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن خزيمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم * وأخرج البزار عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحجر الأسود من حجارة الجنة * وأخرج الأزرقي والجندي عن مجاهد قال الركن من الجنة ولو لم يكن من الجنة لفني * وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ما طبع من الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأئمة لاستشفى به من كل عاهة ولألقاه اليوم كهيئته يوم خلقه الله وانما غيره الله بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة وانه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة فوضعه الله يومئذ لآدم حين أنزله في موضع الكعبة قبل ان تكون الكعبة والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها بشئ من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها ووضع لها صفا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من جان الأرض وسكانها يومئذ الجن وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه من الجنة ومن نظر إلى الجنة دخلها فهم على أطراف الحرم حيث أعلامه اليوم محدقون به من كل جانب بينه وبين الحرم * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن البيت الذي بوأه الله لآدم كان من ياقوتة حمراء لها بابان أحدهما شرقي والآخر غربي فكان فيها قناديل من نور الجنة آنيتها الذهب منظومة بنجوم من ياقوت أبيض والركن يومئذ نجم من نجومه ووضع لها صفا من الملائكة على أطراف الحرم فهم اليوم يذبون عنه لأنه شئ من الجنة لا ينبغي ان ينظر إليه الا من وجبت له الجنة ومن نظر إليها دخلها وانما سمى الحرم لانهم لا يجاوزونه وان الله وضع البيت لآدم حيث وضعه والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل عليها شئ من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها وكان سكانها الجن * وأخرج الجندي عن ابن عباس قال الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستلم الحجر فقد بايع الله ورسوله * وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس قال إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض يصافح به عباده * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال ليس في الأرض من الجنة الا الركن الأسود والمقام فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة الا شفاه الله تعالى * وأخرج الأزرقي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال نزل الركن وانه لأشد بياضا من الفضة ولولا ما مسه من أنجاس الجاهلية وأرجاسهم ما مسه ذو عاهة الا برئ * وأخرج الأزرقي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا استلام هذا الحجر فإنكم توشكون ان تفقدوه بينما الناس يطوفون به ذات ليلة إذا أصبحوا وقد فقدوه ان الله لا ينزل شيئا من الجنة الا أعاده فيها قبل يوم القيامة * وأخرج الأزرقي عن يوسف بن ماهك قال إن الله جعل الركن عيد أهل هذه القبلة
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست