الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٢٧
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله يرفع إبراهيم القواعد قال القواعد التي كانت قواعد البيت قبل ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والجندي عن عطاء قال قال آدم أي رب مالي لا أسمع أصوات الملائكة قال لخطيئتك ولكن اهبط إلى الأرض فابن لي بيتا ثم أحفف به كما رأيت الملائكة تحف ببيتي الذي في السماء فزعم الناس انه بناه من خمسة أجبل من حراء ولبنان وطور زيتا وطور سينا والجودي فكان هذا بناء آدم حتى بناه إبراهيم بعد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لما أهبط الله آدم من الجنة قال انى مهبط معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فلما كان زمن الطوفان رفعه الله إليه فكانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله بعد لإبراهيم وأعلمه مكانه فبناه من خمسة أجبل حراء ولبنان وثبير وجبل الطور وجبل الحمر وهو جبل بيت المقدس * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال وضع البيت على أركان الماء على أربعة أركان قبل ان تخلق الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت * وأخرج عبد الرزاق والأزرقي في تاريخ مكة والجندي عن مجاهد قال خلق الله موضع البيت الحرام من قبل ان يخلق شيئا من الأرض بألفي سنة وأركانه في الأرض السابعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن علياء بن أحمر بن أحمر ان ذا القرنين قدم مكة فوجد إبراهيم وإسماعيل يبنيان قواعد البيت من خمسة أجبل فقال ما لكما ولا رضى فقالا نحن عبدان مأموران أمرنا ببناء هذه الكعبة قال فهاتا بالبينة على ما تدعيان فقام خمسة أكبش فقلن نحن نشهد ان إسماعيل وإبراهيم عبدان مأموران أمرا ببناء هذه الكعبة فقال قد رضيت وسلمت ثم مضى * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان الحرم حرم بحياله إلى العرش وذكر لنا ان البيت هبط مع آدم حين هبط قال الله له اهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي فطاف آدم حوله ومن كان بعده من المؤمنين حتى إذا كان زمن الطوفان حين أغرق الله قوم نوح رفعه وطهره فلم تصبه عقوبة أهل الأرض فتتبع منه 7 آدم أثرا فبناه على أساس قديم كان قبله * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال بنى البيت من أربعة أجبل من حراء وطور زيتا وطور سينا ولبنان * وأخرج البيهقي في الدلائل عن السدى قال خرج آدم من الجنة ومعه حجر في يده وورق في الكف الآخر فبث الورق في الهند فمنه ما ترون من الطيب وأما الحجر فكان ياقوتة بيضاء يستضاء بها فلما بنى إبراهيم البيت فبلغ موضع الحجر قال لإسماعيل ائتني بحجر أضعه ههنا فاتاه بحجر من الجبل فقال غير هذا فردده مرارا لا يرضى ما يأتيه به فذهب مرة وجاء جبريل عليه السلام بحجر من الهند الذي خرج به آدم من الجنة فوضعه فلما جاء إسماعيل قال من جاءك بهذا قال من هو أنشط منك * وأخرج الثعلبي قال سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد بن حبيب يقول سمعت أبا بكر محمد بن محمد ابن أحمد القطان البلخي وكان عالما بالقرآن يقول كان إبراهيم عليه السلام يتكلم بالسريانية وإسماعيل عليه السلام يتكلم بالعربية وكل واحد منهما يعرف ما يقول صاحبه ولا يمكنه التفوه به فكان إبراهيم يقول لإسماعيل هل لي كثيبا يعنى ناولني حجرا ويقول له إسماعيل هاك الحجر فخذه قال فبقى موضع حجر فذهب إسماعيل يبغيه فجاء جبريل عليه السلام بحجر من السماء فأتى إسماعيل وقد ركب إبراهيم الحجر في موضعه فقال يا أبت من أتاك بهذا قال أتاني به من لم يتكل على بنائك فأتما البيت فذلك قوله عز وجل وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل * وأخرج البيهقي عن ابن شهاب قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلى رفعه فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا فطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه فامر بالركن فوضع في ثوب ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن فكان هو يضعه ثم طفق لا يزداد على السن الا رضا حتى دعوه الأمين قبل ان ينزل عليه الوحي فطفقوا لا ينحرون جزور الا التمسوه فيدعو لهم فيها * وأخرج أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة عن سعيد بن المسيب قال قال كعب الأحبار كانت الكعبة غثاء على الماء قبل ان يخلق الله السماوات والأرض بأربعين سنة ومنها دحيت الأرض * وأخرج الأزرقي عن مجاهد قال خلق الله هذا البيت قبل ان يخلق
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست