الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
فذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحا قال زر قلت لأبي بن كعب وما التوبة النصوح قال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال من أتى امرأته في دبرها فهو من المرأة مثله من الرجل ثم تلا ويسألونك عن المحيض إلى قوله فأتوهن من حيث أمركم الله ان تعتزلوهن في المحيض في الفروج ثم تلا نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم قال إن شئت قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في الفرج * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال سئل طاوس عن اتيان النساء في أدبارهن فقال ذلك كفر ما بدأ قوم لوط الا ذاك أتوا النساء في أدبارهن وأتى الرجال الرجال * وأخرج أبو بكر الأشرم في سننه وأبو بشر الدولابي في الكنى عن ابن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم محاشى النساء عليكم حرام * وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال محاشى النساء عليكم حرام قال ابن كثير هذا الموقوف أصح قال الحفاظ في جميع الأحاديث المرفوعة في هذا الباب وعدتها نحو عشرين حديثا كلها ضعيفة لا يصح منها شئ والموقوف منها هو الصحيح وقال الحافظ ابن حجر في ذلك منكر لا يصح من وجه كما صرح بذلك البخاري والبزار والنسائي وغير واحد * وأخرج النسائي والطبراني وابن مردويه عن أبي النضر أنه قال لنافع مولى ابن عمر انه قد أكثر عليك القول انك تقول عن ابن عمر انه أفتى أن يؤتى النساء في أدبارهن قال كذبوا على ولكن سأحدثك كيف كان الامر ان ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم فقال يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية قلت لا قال انا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن ما كنا نريد فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود انما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم * وأخرج الدارمي عن سعيد بن يسار أبى الحباب قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري نحمض لهن قال وما التحميض فذكر الدبر فقال وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين * وأخرج البيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس انه كان يعيب النكاح في الدبر عيبا شديدا * وأخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا اتيان النساء فيما بينهم وبين الأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن إذا كان المأتى واحدا في الفرج فعابت اليهود ذلك الا من بين أيديهن خاصة وقالوا انا نجد في كتاب الله ان كل اتيان تؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله ومنه يكون الحول والخبل فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا انا كنا في الجاهلية وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا وان ليهود عابت علينا فأكذب الله اليهود ونزلت نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم يقول الفرج مزرعة الولد فاتوا حرثكم أنى شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج * (ذكر القول الثاني في الآية) * * أخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وتفسيره والبخاري وابن جرير عن نافع قال قرأت ذات يوم نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم قال ابن عمر أتدري فيم أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في اتيان النساء في أدبارهن * وأخرج البخاري وابن جرير عن ابن عمر فاتوا حرثكم أنى شئتم قال في الدبر * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق النضر بن عبد الله الأزدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر في قوله نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم قال إن شاء في قبلها وان شاء في دبرها * وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في الأوسط والحاكم وأبو نعيم في المستخرج بسند حسن عن ابن عمر قال انما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤكم حرث لكم الآية رخصة في اتيان الدبر * وأخرج ابن جرير والطبراني في الأوسط وابن مردويه وابن النجار بسند حسن عن ابن عمر ان رجلا أصاب امرأته في دبرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك الناس وقالوا أتقرؤها فأنزل الله نساؤكم حرث لكم الآية * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق أحمد بن الحكم العبدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها فأنزل الله نساؤكم حرث لكم الآية * وأخرج النسائي وابن جرير من طريق زيد بن أسلم عن ابن
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست