الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١١٩
أبى حاتم وابن مردويه عن جابر قال لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة عند مقام إبراهيم قال له عمر يا رسول الله هذا مقام إبراهيم الذي قال الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال نعم * وأخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن ابن عمر ان عمر قال يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وأخرج عبد بن حميد والترمذي عن أنس قال يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وأخرج ابن أبي داود عن مجاهد قال كان المقام لي لزق البيت فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله لو نحيته إلى البيت ليصلي إليه الناس ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وأخرج ابن أبي داود وابن مردويه عن مجاهد قال قال عمر يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فكان المقام عند البيت فحوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضعه هذا قال مجاهد وقد كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن * وأخرج ابن مردويه من طريق عمر بن ميمون عن عمر انه مر بمقام إبراهيم فقال يا رسول الله أليس نقوم مقام إبراهيم خليل ربنا قال بلى قال أفلا نتخذه مصلى فلم يلبث الا يسيرا حتى نزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والدارقطني في الافراد عن أبي ميسرة قال قال عمر يا رسول الله هذا مقام خليل ربنا أفلا نتخذه مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أما مقام إبراهيم الذي ذكر ههنا فمقام إبراهيم هذا الذي في المسجد ومقام إبراهيم بعد كثير مقام إبراهيم الحج كله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال مقام إبراهيم الحرم كله * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن عائشة قالت ألقي المقام من السماء * وأخرج ابن أبي حاتم والأزرقي عن ابن عمر قال إن المقام ياقوتة من ياقوت الجنة محى نوره ولولا ذلك لأضاء ما بين السماء والأرض والركن مثل ذلك * وأخرج الترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال الحجر مقام إبراهيم لينه الله فجعله رحمة وكان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الركن والمقام من ياقوت الجنة ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم الا شفى * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رفعه لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة الا شفى وما على وجه الأرض شئ من الجنة غيره * وأخرج الجندي في فضائل مكة عن سعيد بن المسيب قال الركن والمقام حجران من حجارة الجنة * وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة والجندي عن مجاهد قال يأتي الحجر والمقام يوم القيامة كل واحد منهما مثل أحد لهما عينان وشفتان يناديان بأعلى أصواتهما يشهد ان لمن وافاهما بالوفاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن الزبير انه رأى قوما يمسحون المقام فقال لم تؤمروا بهذا انما أمرتم بالصلاة عنده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والأزرقي عن قتادة واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال انما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه ولقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها وقد ذكر لنا بعض من رأى أثر عقبه وأصابعه فما زالت هذه الأمة تمسحه حتى اخلولق وانماح * وأخرج الأزرقي عن نوفل بن معاوية الديلمي قال رأيت المقام في عهد عبد المطلب مثل المهاة قال أبو محمد الخزاعي المهاة خرزة بيضاء * وأخرج الأزرقي عن أبي سعيد الخدري قال سالت عبد الله بن سلام عن الأثر الذي في المقام فقال كانت الحجارة على ما هي عليه اليوم الا ان الله أراد أن يجعل المقام آية من آياته فلما أمر إبراهيم عليه السلام ان يؤذن في الناس بالحج قام على المقام وارتفع المقام حتى صارا طول الجبال وأشرف على ما تحته فقال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابه الناس فقالوا لبيك اللهم لبيك فكان اثره فيه لما أراد الله فكان ينظر عن يمينه وعن شماله أجيبوا ربكم فلما فرغ أمر بالمقام فوضعه قبلة فكان يصلى إليه مستقبل الباب فهو قبلته إلى ما شاء الله ثم كان إسماعيل بعد يصلى إليه إلى باب الكعبة ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر ان يصلى إلى بيت المقدس فصلى إليه قبل ان يهاجر وبعدما هاجر ثم أحب الله ان
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست