وقوله تعالى يكلف الله نفسا إلا وسعها " الآية خبر جزم نص على أنه لا يكلف الله العباد من وقت نزول الآية عبادة من أعمال القلب والجوارح ألا وهي في وسع المكلف وفي مقتضى إدراكه وبنيته وبهذا انكشفت الكربة عن المسلمين في تأولهم أمر الخواطر وهذا المعنى الذي ذكرناه في هذه الآية يجري مع معنى قوله تعالى الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " وقوله تعالى جعل عليكم في الدين من حرج " وقوله الله ما استطعتم قال العراقي وسعها أي طاقتها ا ه قال ع واختلف الناس في جواز تكليف ما لا يطاق في الأحكام التي هي في الدنيا بعد اتفاقهم على أنه ليس واقعا الآن في الشرع وأن هذه الآية آذنت بعدمه واختلف القائلون بجوازه هل وقع في رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم لا فقالت فرقة وقع في نازلة أبي لهب لأنه حكم عليه بتب اليدين وصلي النار وذلك مؤذن أنه لا يؤمن وتكليف الشرع له الإيمان راتب فكأنه كلف أن يؤمن وأن يكون في إيمانه أنه لا يؤمن لأنه إذا آمن فلا محالة أن يدين بسورة تبت يدا أبي لهب وقالت فرقة لم يقع قط وقوله تعالى نارا " إنما معناه إن وافى على كفره ع ومالا يطاق على أقسام منه المحال عقلا كالجمع بين الضدين ومنه المحال عادة كرفع انسان جبلا ومنه ما لا يطاق من حيث هو مهلك كالاحتراق قوله بالنار ونحوه ومنه ما لا يطاق للاشتغال بغيره وهذا إنما يقال فيه ما لا يطاق على تجوز كثير وقوله تعالى لا ما كسبت " يريد من الحسنات وعليها ما اكتسبت يريد
(٥٥٨)