قالت بنو إسرائيل سمعنا وعصينا فأعقبهم ضد ذلك وهذه ثمرة العصيان أعاذنا الله من نقمه وآمن معناه صدق والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليه القرآن وسائر ما أوحى الله إليه من جملة ذلك وكل لفظة تصلح للإحاطة وهي كذلك هنا والإيمان بالله هو التصديق به أي بوجوده وصفاته ورفض كل معبود سواه والإيمان بملائكته هو اعتقادهم أنهم عباد لله مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون والإيمان بكتبه هو التصديق بكل ما أنزل سبحانه على أنبيائه وقرأ الجمهور لا نفرق بالنون والمعنى يقولون لا نفرق ومعنى هذه الآية أن المؤمنين ليسوا كاليهود والنصارى في أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وقوله تعالى سمعنا وأطعنا " مدح يقتضي الحض على هذه المقالة أن يكون المؤمن يمتثلها غابر الدهر والطاعة قبول الأوامر وغفرانك مصدر والعامل فيه فعل تقديره نطلب أو نسأل غفرانك ت وزاد أبو حيان قال وجوز بعضهم الرفع فيه على أن يكون مبتدأ أي غفرانك بغيتنا ا ه ابن المصير " إقرار بالبعث والوقوف بين يديه سبحانه وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزلت عليه هذه الآية قال له جبريل يا محمد إن الله قد أجل الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل إلى آخر السورة
(٥٥٧)