تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
و (ولاهم): معناه: صرفهم، و (يهدي من يشاء): إشارة إلى هداية الله تعالى هذه الأمة إلى قبلة إبراهيم، (وكذلك جعلناكم)، أي، كما هديناكم إلى قبلة إبراهيم وشريعته، (جعلناكم أمة وسطا)، أي: عدولا، روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتظاهرت به عبارات المفسرين، والوسط: الخيار والأعلى من الشئ، وواسطة القلادة أنفس حجر فيها، ومنه قوله تعالى: (قال أوسطهم) [القلم: 28].
و (شهداء): جمع شاهد، والمراد بالناس هنا في قول جماعة: جميع الجنس، وإن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تشهد يوم القيامة للأنبياء على أممهم بالتبليغ، وروي في هذا المعنى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه، أن أمته تشهد لكل نبي ناكره قومه.
* ت *: وهذا الحديث خرجه البخاري، وابن ماجة وابن المبارك في " رقائقه " وغيرهم، قائلا صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا...) الآية.
وكون الرسول شهيدا، قيل: معناه: بأعمالكم يوم القيامة، وقيل: " عليكم " بمعنى " لكم "، أي: يشهد لكم بالإيمان.
وقوله تعالى: (وما جعلنا القبلة...) الآية: قال قتادة وغيره: القبلة هنا بيت المقدس، أي: إلا فتنة لنعلم من يتبعك من العرب الذين لم يألفوا إلى إلا مسجد مكة أو من اليهود على ما قاله الضحاك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: " إن صليت إلى بيت المقدس، اتبعناك "، فأمره الله بالصلاة إليه، امتحانا لهم، فلم يؤمنوا.
وقال ابن عباس: القبلة في الآية: الكعبة، و (كنت عليها) بمعنى: أنت عليها، كقوله تعالى: (كنتم خير أمة) [آل عمران: 110]، بمعنى: أنتم.
وما جعلناها وصرفناك إليها إلا فتنة، وروي في ذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حول إلى الكعبة، أكثر في ذلك اليهود والمنافقون، وارتاب بعض المؤمنين، حتى نزلت الآية، ومعنى: (لنعلم)، أي، ليعلم رسولي والمؤمنين به، والقاعدة نفي استقبال العلم بعد إن

(1) أخرجه البخاري (8 / 247) كتاب " التفسير "، باب " ذرية من حملنا مع نوح " حديث (4712) ومسلم (1 / 184) كتاب " الإيمان " باب أدنى أهل الجنة منزلة حديث (327 / 194) من حديث أبي هريرة.
(2) أخرجه الطبري (2 / 14) برقم (2206) عن السدي، وذكره ابن عطية (1 / 219). وذكره الشوكاني (1 / 218) عن عطاء.
(3) ذكره ابن عطية (1 / 219).
(4) ذكره ابن عطية (1 / 220).
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174