تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
وقرأ ابن عامر: " هو مولاها "، أي: الله موليها إياهم، ثم أمر تعالى عباده باستباق الخيرات، والبدار، إلى سبيل النجاة، وروى ابن المبارك في " رقائقه " بسنده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من فتح له باب من الخير فلينتهزه، فإنه لا يدري، متى يغلق عنه ". انتهى.
ثم وعظهم سبحانه بذكر الحشر موعظة تتضمن وعيدا وتحذيرا.
* ص *: " أينما " ظرف مضمن معنى الشرط في موضع خبر " كان ". انتهى.
وقوله: (يأت بكم الله جميعا) يعني به البعث من القبور.
وقوله تعالى: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعلمون) معناه: حيث كنت، وأنى توجهت من مشارق الأرض، ومغاربها، وكررت هذه الآية، تأكيدا من الله سبحانه، لأن موقع التحويل كان صعبا في نفوسهم جدا، فأكد الأمر، ليرى الناس التهمم به، فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه.
وقوله تعالى: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة...) الآية: المعنى: عرفتكم وجه الصواب في قبلتكم، والحجة لذلك، لئلا يكون للناس عليكم حجة، والمراد ب‍ " الناس " العموم في اليهود والعرب وغيرهم (إلا الذين ظلموا منهم)، أي: من المذكورين ممن تكلم في النازلة في قولهم: (ما ولاهم عن قبلتهم) [البقرة: 142].
وقوله تعالى: (فلا تخشوهم واخشوني...) الآية: [فيه] تحقير لشأنهم، وأمر بإطراح أمرهم، ومراعاة أمره سبحانه، قال الفخر: وهذه الآية تدل على أن الواجب على المرء في كل أفعاله وتروكه، أن ينصب بين عينيه خشية ربه تعالى، وأن يعلم أنه ليس في أيدي الخلق شئ البتة وألا يكون مشتغل القلب بهم، ولا ملتفت الخاطر إليهم. انتهى.

(١) وحجته في هذه القراءة أنه: قدر له أن يتولاها، و لم يسند إلى فاعل بعينه، فيجوز أن يكون " هو " كناية عن الاسم الذي أضيفت إليه " كل ". وهو الفاعل، و يجوز أن يكون فاعل التولية " الله "، و " هو " كناية عنه. والتقدير: و لكل ذي ملة قبلة الله موليها وجهه. ثم رد ذلك إلى ما لم يسم فاعله.
ينظر: " حجة القراءات " (١١٧)، و " الحجة للقراء السبعة) (٢ / ٢٣٠)، و " العنوان " (٧٢)، و " شرح طيبة النشر " (٤ / ٧٤، ٧٥)، و " شرح شعلة " (٢٧٨)، و " معاني القراءات " (١ / ١٨١)، و " إتحاف فضلاء البشر " (١ / ٤٢٢).
(٢) النهزة: الفرصة، و انتهزتها: اغتنمتها. ينظر: " النهاية " (5 / 135).
(3) " التفسير الكبير " (4 / 127).
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174