و (اصطفى) هنا: معناه: تخير صفوة الأديان.
وقوله: (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون): إيجاز بليغ، وذلك أن المقصود من أمرهم بالإسلام الدوام عليه، فأتى بلفظ موجز يقتضي المقصود، ويتضمن وعظا وتذكيرا بالموت، وذلك أن المرء يتحقق أنه يموت، ولا يدري متى، فإذا أمر بأمر لا يأتيه الموت إلا وهو عليه، فقد توجه من وقت الأمر دائبا لازما.
وقوله تعالى: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) هذا الخطاب لليهود والنصارى الذين انتحلوا الأنبياء - صلوات الله عليهم - ونسبوهم إلى اليهودية و النصرانية، فرد الله عليهم وكذبهم، و أعلمهم أنهم كانوا على الحنيفية الإسلام، وقال لهم على جهة التقرير والتوبيخ: أشهدتم يعقوب بما أوصى، فتدعون عن علم أو لم تشهدوا، بل أنتم تفترون، " و أم " (1): للاستفهام في صدر الكلام، لغة يمانية، و حكى الطبري أن " أم " يستفهم