تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣١٨
مرة "، إنما هو رجوعه من حالة إلى أرفع منها، لتزيد علومه وإطلاعه على أمر ربه، فهو يتوب من منزلة إلى أعلى، والتوبة هنا لغوية، وقوله: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم...) الآية: هذا هو الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى "، ومعنى (منهم)، أي: يعرفوه، ويتحققوا فضله، ويشفق عليهم، ويحرص.
* ت *: وقد تواترت أخبار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته في الكتب السالفة، وعلم بذلك الأخبار، وأخبروا به، وبتعيين الزمن الذي يبعث فيه.
وقد روى البيهقي أحمد بن الحسين

فالأقسام ثمانية. أما صدور الكبائر عنهم عمدا، فمنعه الجمهور من محققي الأشاعرة والمعتزلة، و أما صدورها عنهم سهوا أو على سبيل الخطأ في التأويل، فجوزه الأكثرون، و المختار خلافه. و أما الصغائر عمدا فجوزه الجمهور، خلافا للجبائي. و أما صدورها سهوا، فهو جائز باتفاق أكثر أصحابنا و أكثر المعتزلة، بشرط أن ينبهوا عليه فينتهوا عنه، إلا الصغائر التي تدل على الخسة و دناءة الهمة، كسرقة حبة أو لقمة، فإنها لا تجوز أصلا، عمدا و لا سهوا. وهذا كله بعد الاتصاف بالنبوة. و أما قبلها فعند أكثر أصحابنا و جمع من المعتزلة لا يمتنع أن يصدر عنهم كبيرة (أقول: أي عمدا كان أو سهوا) و قال أكثر المعتزلة: تمتنع الكبيرة و إن تاب عنها، لأن صدور الكبيرة يوجب النفرة ممن ارتكبها، و المنفور عنه لا يتبعه الناس، فتفوت مصلحة البعثة. و في " شرح العقائد ": و من المعتزلة من منع ما ينفر الطباع عن متابعتهم، سواء كان ذنبا لهم أو لا، كعهر الأمهات، أي كونهن زانيات، و الفجور في الآباء و دنائتهم أو استرذالهم. كذا في شرح " المواقف ". و في شرح " العقائد ": أنه الحق. و لعل ضميري الجمع في " دنائتهم، و استرذالهم " راجعان إلى الأنبياء، و لا يبعد رجوعهما إلى الآباء. وعند الروافض: لا يجوز صغيرة و لا كبيرة، لا عمدا و لا سهوا، و لا خطأ في التأويل قبل الوحي و بعده. و المفهوم من شرح " العقائد ": أن الشيعة كالروافض في هذا الحكم إلا أنهم جوزوا إظهار الكفر عند خوف الهلاك.
تنبيه: العصمة عندنا على ما يقتضيه أصلنا من استناد الأشياء كلها إلى الفاعل المختار ابتداء: ألا يخلق الله (تعالى) فيهم ذنبا. و هي عند الفلاسفة بناء على ما ذهبوا إليه من القول بإيجاب الفعل عند استعداد القوابل ملكة، أي صفة نفسانية راسخة تمنع صاحبها من الفجور، و تحصل هذه الصفة النفسانية ابتداء بالعلم بمعايب المعاصي و مناقب الطاعات، و تتأكد و تترسخ هذه الصفة في الأنبياء بتتابع الوحي إليهم بالأوامر و النواهي، و الاعتراض على ما يصدر عنهم من الصغائر و ترك الأولى، فإن الصفات النفسانية تكون في ابتداء حصولها أحوالا، أي غير راسخة ثم تصير ملكات، أي راسخة في محلها، كذا في شرح " المواقف ".
ينظر: " نشر الطوالع " (338 - 342).
(1) أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الإمام الحافظ الكبير، أبو بكر البيهقي سمع الكثير و رحل و جمع و صنف، مولده سنة 384، تفقه على ناصر العمري، و أخذ علم الحديث عن أبي عبد الله الحاكم، و كان كثير التحقيق و الإنصاف، قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا و للشافعي عليه منه إلا البيهقي، فإن له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه، و من تصانيفه: " السنن الكبير "، و " السنن الصغير "
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174