وفي الخبر عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا. " وقال ابن عباس: إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة، لا يملها ولا تمله، كلما أتاها وجدها بكرا، وكلما رجع إليها عادت إليه شهوته، فيجامعها بقوة سبعين رجلا، لا يكون بينهما مني، يأتي من غير مني منه ولا منها. " لهم فيها فاكهة " ابتداء وخبر. " ولهم ما يدعون " الدال الثانية مبدلة من تاء، لأنه يفتعلون من دعا أي من دعا بشئ أعطيه. قاله أبو عبيدة، فمعنى " يدعون " يتمنون من الدعاء.
وقيل: المعنى أن من أدعى منهم شيئا فهو له، لأن الله تعالى قد طبعهم على ألا يدعي منهم أحد إلا ما يجمل ويحسن أن يدعيه. وقال يحيى بن سلام: " يدعون " يشتهون.
ابن عباس. يسألون. والمعنى متقارب. قال ابن الأنباري: " ولهم ما يدعون " وقف حسن، ثم تبتدئ: " سلام " على معنى ذلك لهم سلام. ويجوز أن يرفع السلام على معنى ولهم ما يدعون مسلم خالص. فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على " ما يدعو ن ".
وقال الزجاج: " سلام " مرفوع على البدل من " ما " أي ولهم أن يسلم الله عليهم، وهذا منى أهل الجنة. وروي من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد اطلع عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله: " سلام قولا من رب رحيم ".
فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شئ من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نوره وبركاته عليهم في ديارهم " ذكره الثعلبي والقشيري. ومعناه ثابت في صحيح مسلم، وقد بيناه في " يونس " (1) عند قوله تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " [يونس: 26]. ويجوز أن تكون " ما " نكرة، و " سلام " نعتا لها، أي ولهم ما يدعون مسلم. ويجوز أن تكون " ما " رفع بالابتداء، و " سلام " خبر عنها. وعلى هذه الوجوه لا يوقف على " ولهم ما يدعون ".
وفي قراءة ابن مسعود " سلاما " يكون مصدرا، وإن شئت في موضع الحال، أي ولهم