لا يقضون بشئ ان الله هو السميع البصير أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوى شديد العقاب قوله تعالى: " وأنذرهم يوم الآزفة " أي يوم القيامة. سميت بذلك لأنها قريبة، إذ كل ما هو آت قريب. وأزف فلان أي قرب يأزف أزفا، قال النابغة:
أزف الترحل غير أن ركابنا * لما تزل برحالنا وكأن قد أي قرب. ونظير هذه الآية: " أزفت الآزفة " (1) أي قربت الساعة. وكان بعضهم يتمثل ويقول:
أزف الرحيل وليس لي من زاد غير * الذنوب لشقوتي ونكادي " إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " على الحال وهو محمول على المعنى. قال الزجاج: المعنى إذ قلوب الناس " لدى الحناجر " في حال كظمهم. وأجاز الفراء أن يكون التقدير " وأنذرهم " كاظمين. وأجاز رفع " كاظمين " على أنه خبر للقلوب. وقال: المعنى إذ هم كاظمون.
وقال الكسائي: يجوز رفع " كاظمين " على الابتداء. وقد قيل: إن المراد ب " يوم الآزفة " يوم حضور المنية، قاله قطرب. وكذا " إذ القلوب لدى الحناجر " عند حضور المنية.
والأول أظهر. وقال قتادة: وقعت في الحناجر المخافة فهي لا تخرج ولا تعود في أمكنتها، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة كما قال: " وأفئدتهم هواء ". وقيل: هذا إخبار عن نهاية الجزع، كما قال: " وبلغت القلوب الحناجر " وأضيف اليوم إلى " الآزفة " على تقدير يوم القيامة " الآزفة " أو يوم المجادلة " الآزفة ". وعند الكوفيين هو من باب إضافة الشئ إلى