قلت: وحكاه الثعلبي عن زر بن حبيش وابن السميقع. وقرأ عيسى بن عمر والحسن البصري: " قالوا طائركم معكم أين ذكرتم " بمعنى حيث. وقرأ يزيد بن القعقاع والحسن وطلحة " ذكرتم " بالتخفيف، ذكر جميعه النحاس. وذكر المهدوي عن طلحة بن مصرف وعيسى الهمذاني: " آن ذكرتم " بالمد، على أن همزة الاستفهام دخلت على همزة مفتوحة.
الماجشون: " أن ذكرتم " بهمزة واحدة مفتوحة. فهذه تسع قراءات. وقرأ ابن هرمز " طيركم معك ". " أئن ذكرتم " أي لإن وعظتم، وهو كلام مستأنف أي إن وعظتم تطيرتم.
وقيل: إنما تطيروا لما بلغهم أن كل نبي دعا قومه فلم يجيب كان عاقبتهم الهلاك.
قال قتادة: مسرفون في تطيركم. يحيى بن سلام: مسرفون في كفركم. وقال ابن بحر: السرف ها هنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون. وقيل:
مسرفون مشركون، والإسراف مجاوزة الحد والمشرك يجاوز الحد.
قوله تعالى: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين [يس 20] * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون [يس 21] * وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون [يس 22] * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لاتغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون [يس 23] * إني إذا لفي ضلال مبين [يس 24] * إني آمنت بربكم فاسمعون [يس 25] * قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون [يس 26] * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين [يس 27] * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين [يس 28] * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون قوله تعالى: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) هو حبيب بن مري وكان نجارا. وقيل: إسكافا. وقيل: قصارا. وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل: هو حبيب