في الحروف الثلاثة، وخطهن في المصحف بألف لان الألف التي في " أطعنا " والداخلة في أول " الرسول. والظنون. والسبيل " كفى من الألف المتطرفة المتأخرة كما كفت ألف أبي جاد من ألف هواز. وفيه حجة أخرى: أن الألف أنزلت منزلة الفتحة وما يلحق دعامة للحركة التي تسبق والنية فيه السقوط، فلما عمل على هذا كانت الألف مع الفتحة كالشئ الواحد يوجب الوقف سقوطهما ويعمل على أن صورة الألف في الخط لا توجب موضعا في اللفظ، وأنها كالألف في " سحران " وفي " فطر السماوات والأرض " وفي " وعدنا موسى " وما يشبههن مما يحذف من الخط وهو موجود في اللفظ (1)، وهو مسقط من الخط. وفيه حجة ثالثة هي أنه كتب على لغة من يقول لقيت الرجلا. وقرئ على لغة من يقول: لقيت الرجل، بغير ألف. أخبرنا أحمد بن يحيى عن جماعة من أهل اللغة أنهم رووا عن العرب قام الرجلو، بواو، ومررت بالرجلي، بياء، في الوصل والوقف. ولقيت الرجلا، بألف في الحالتين كلتيهما. قال الشاعر:
أسائلة عميرة عن أبيها * خلال الجيش تعترف الركابا (2) فأثبت الألف في " الركاب " بناء على هذه اللغة. وقال الآخر:
إذا الجوزاء أردفت الثريا * ظننت بآل فاطمة الظنونا وعلى هذه اللغة بنى نافع وغيره. وقرأ ابن كثير وابن محيصن والكسائي بإثباتها في الوقف وحذفها في الوصل. قال ابن الأنباري: ومن وصل بغير ألف ووقف بألف فجائز أن يحتج بأن الألف احتاج إليها عند السكت حرصا على بقاء الفتحة، وأن الألف تدعمها وتقويها.
قوله تعالى: هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا (11) " هنا " للقريب من المكان. و " هنالك " للبعيد. و " هناك " للوسط. ويشار به إلى الوقت، أي عند ذلك اختبر المؤمنون ليتبين المخلص من المنافق. وكان هذا الابتلاء بالخوف والقتال والجوع والحصر والنزال. (وزلزلوا زلزالا شديدا) أي حركوا تحريكا.