كف الثوب، لأنه ضم طرفيه. (بشيرا) أي بالجنة لمن أطاع. (ونذيرا) من النار لمن كفر. (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ما عند الله وهم المشركون، وكانوا في ذلك الوقت أكثر من المؤمنين عددا. (ويقولون متى هذا الوعد) يعني موعدكم لنا بقيام الساعة.
(إن كنتم صادقين) فقال الله تعالى: (قل) لهم يا محمد (لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون) فلا يغرنكم تأخيره. والميعاد الميقات. ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت، أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي. وقيل: أراد بهذا اليوم يوم بدر، لان ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى. وأجاز النحويون " ميعاد يوم " على أن يكون " ميعاد " ابتداء و " يوم " بدل منه، والخبر " لكم ". وأجازوا " ميعاد يوما " يكون ظرفا، وتكون الهاء في " عنه " ترجع إلى " يوم " ولا يصح " ميعاد يوم لا تستأخرون " بغير تنوين، وإضافة " يوم " إلى ما بعده إذا قدرت الهاء عائدة على اليوم، لان ذلك يكون من إضافة الشئ إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة. ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم.
قوله تعالى: وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين (31) قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين (32) وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون (33)