فقيل أول كما تخفف همزة خطيئة. قال الجوهري: " والجمع الأوائل والأولى أيضا على القلب. وقال قوم: أصله وول على فوعل فقلبت الواو الأولى همزة وإنما لم يجمع على أواول لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع ". وقيل: هو أفعل من آل يئول فأصله أول قلب فجاء أعفل مقلوبا من أفعل فسهل وأبدل وأدغم.
مسألة - لا حجة في هذه الآية لمن يمنع القول بدليل الخطاب، وهم الكوفيون ومن وافقهم، لان المقصود من الكلام النهي عن الكفر أولا وآخرا، وخص الأول بالذكر لان التقدم (1) فيه أغلظ، فكان حكم المذكور والمسكوت عنه واحدا، وهذا واضح.
قوله تعالى: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) فيه أربع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: " ولا تشتروا " معطوف على قوله: " ولا تكونوا ". نهاهم عن أن يكونوا أول من كفر وألا يأخذوا على آيات الله ثمنا أي على تغيير صفة محمد صلى الله عليه وسلم رشى. وكان الأحبار يفعلون ذلك فنهوا عنه قاله قوم من أهل التأويل منهم الحسن وغيره. وقيل: كانت لهم مآكل يأكلونها على العلم كالراتب فنهوا عن ذلك. وقيل:
إن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة فنهوا عن ذلك. وفى كتبهم: يا بن آدم علم مجانا كما علمت مجانا أي باطلا بغير أجرة قاله أبو العالية. وقيل: المعنى ولا تشتروا بأوامري ونواهي وآياتي ثمنا قليلا يعني الدنيا ومدتها والثمن الذي هو نزر لا خطر له فسمي ما اعتاضوه عن ذلك ثمنا لأنهم جعلوه عوضا فانطلق عليه اسم الثمن وإن لم يكن ثمنا.
وقد تقدم هذا المعنى. وقال الشاعر:
إن كنت حاولت ذنبا أو ظفرت به * فما أصبت بترك الحج من ثمن قلت: وهذه الآية وإن كانت خاصة ببني إسرائيل فهي تتناول من فعل فعلهم. فمن أخذ رشوة على تغير حق أو إبطاله أو امتنع من تعليم ما وجب عليه أو أداء ما علمه