تفسير القرطبي - القرطبي - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
وروي: أن أنهار الجنة ليست في أخاديد، إنما تجري على سطح الجنة منضبطة بالقدرة حيث شاء أهلها. والوقف على " الأنهار " حسن وليس بتام، لان قوله: (كلما رزقوا منها من ثمرة) من وصف الجنات.
(رزقا) مصدره، وقد تقدم القول في الرزق (1). ومعنى (من قبل) يعني في الدنيا، وفيه وجهان: أحدهما - أنهم قالوا هذا الذي وعدنا به في الدنيا. والثاني - هذا الذي رزقنا الدنيا، لان لونها يشبه لون ثمار الدنيا، فإذا أكلوا وجدوا طعمه غير ذلك وقيل:
" من قبل " يعني في الجنة لأنهم يرزقون ثم يرزقون، فإذا أتوا بطعام وثمار في أول النهار فأكلوا منها، ثم أتوا منها في آخر النهار قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل، يعني أطعمنا في أول النهار، لان لونه يشبه ذلك، فإذا أكلوا منها وجدوا لها طعما غير طعم الأول.
(وأتوا) فعلوا من أتيت. وقرأه الجماعة بضم الهمزة والتاء. وقرأ هارون الأعور " وأتوا " بفتح الهمزة والتاء. فالضمير في القراءة الأولى لأهل الجنة، وفي الثانية للخدام.
(به متشابها) حال من الضمير في " به "، أي يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم. قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم. وقال عكرمة: يشبه ثمر الدنيا ويباينه في جل الصفات. ابن عباس: هذا على وجه التعجب، وليس في الدنيا شئ مما في الجنة سوى الأسماء، فكأنهم تعجبوا لما رأوه من حسن الثمرة وعظم خلقها. وقال قتادة: خيارا لا رذل فيه، كقوله تعالى: " كتابا متشابها " [الزمر: 23] وليس كثمار الدنيا التي لا تتشابه، لان فيها خيارا وغير خيار.
(ولهم فيها أزواج) ابتداء وخبر. وأزواج: جمع زوج. والمرأة: زوج الرجل. والرجل زوج المرأة. قال الأصمعي: ولا تكاد العرب تقول زوجة. وحكى الفراء أنه يقال: زوجة، وأنشد الفرزدق:
وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي * كساع إلى أسد الشرى يستبيلها (2)

(1) راجع ص 177 من هذا الجزء.
(2) الشرى: مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل. يستبيلها؟: أي يأخذ بولها في يده.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة أبي عبد الله القرطبي مقدمة الطبعة الثانية وترجمة المؤلف 6
2 خطبة الكتاب، وفيها الكلام على علو شأن المفسرين 1
3 ذكر سبيل القرطبي في التفسير 3
4 باب ذكر جمل من فضائل القرآن والترغيب فيه، وفضل طالبه وقارئه ومستمعه والعامل به 4
5 باب كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى وما يكره منها وما يحرم، واختلاف الناس في ذلك، وفيه الكلام على تأثير القرآن في رسول الله صلى الله عليه وسلم 10
6 باب تحذير أهل القرآن والعلم من الرياء وغيره، وما ورد في ذلك من الآثار والوعيد 17
7 باب ما ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به ولا يغفل عنه علما وعملا، والمراتب التي ينبغي لحامل القرآن أن يبلغها 20
8 باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه والحث عليه، وثواب من قرأ القرآن معربا 23
9 باب ما جاء في فضل تفسير القرآن وأهله 26
10 باب ما جاء في حامل القرآن، ومن هو، وفيمن عاداه 26
11 باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته، وما يستحب أن يفعله عند ختمه 27
12 باب ما جاء من الوعيد في تفسير القرآن بالرأي، والجرأة على ذلك، ومراتب المفسرين، وفيه شئ من وجوه التفسير 31
13 باب تبيين الكتاب بالسنة، وما جاء في ذلك 37
14 باب كيفية التعلم والفقه لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما جاء أنه سهل على من تقدم العمل به دون حفظه 39
15 باب معني قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه " 41
16 فصل في قول كثير من العلماء أن القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة 46
17 فصل في ذكر معني حديث عمر وهشام بن حكيم في أن القرآن نزل على سبعة أحرف 47
18 باب ذكر جمع القرآن، وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها، وذكر من حفظ القرآن من الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم 49
19 فصل في الرد على الحلولية والحشوية القائلين بقدم الحروف والأصوات 55
20 فصل في طعن الرافضة في القرآن 56
21 باب ما جاء في ترتيب سور القرآن وآياته وشكله، ونقطه وتخريبه وتعشيره، وعدد حروفه وأجزائه وكلماته وآية 59
22 باب ذكر معني السورة والآية والحرف 65
23 باب هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب أولا 68
24 باب ذكر نكت في إعجاز القرآن وشرائط المعجزة وحقيقتها 69
25 فصل في أن المعجزات على ضربين 72
26 باب في التنبيه على أحاديث وضعت في فضل سور القرآن وغيره 78
27 باب فيما جاء من الحجة في الرد على من طعن في القرآن، وخالف مصحف عثمان بالزيادة والنقصان 80
28 القول في الاستعاذة، وفيها اثنتا عشرة مسألة 86
29 الكلام على البسملة، وفيها سبع وعشرون مسألة 91
30 تفسير سورة الفاتحة وفيها أربعة أبواب: الباب الأول - في فضائلها وأسمائها ومعانيها، وفيه سبع مسائل 108
31 الباب الثاني - في نزولها وأحكامها، وفيه عشرون مسألة 114
32 الباب الثالث - في التأمين، وفيه ثمان مسائل 127
33 الباب الرابع - فيما تضمنته الفاتحة من المعاني والقراءات والإعراب وفضل الحامدين، وفيه ست وثلاثون مسألة 131
34 سورة البقرة الكلام في نزولها وفضلها، وما جاء فيها 152
35 تفسير قوله تعالى: " ألم. ذلك الكتاب... " وبيان الأقوال الواردة في أوائل السور المفتتحة بالحروف 154
36 الكلام على هداية القرآن، وفيه ست مسائل 159
37 تفسير قوله تعالى: " الذين يؤمنون بالغيب... " الآية. وفيه ست وعشرون مسألة: الكلام على الإيمان بالغيب، وعن الصلاة وإقامتها وشرائطها 162
38 بحث في الرزق وإنفاقه 177
39 تفسير قوله تعالى: " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم... " الآية بيان حال الكافرين ومالهم، ومعنى الكفر 183
40 تفسير قوله تعالى: " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم " الآية، وفيه عشر مسائل: بيان الختم على القلوب وعلى السمع وعلى البصر 185
41 ذكر أقوال العلماء في إمساك النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المنافقين مع علمه بنفاقهم 198
42 ذكر ما قبل في خلق السماوات والأرض، وما ورد في ذلك من الآيات، والاختلاف فيها 254
43 بحث في تنصيب الخليفة، والكلام على الإمامة العظمى 264
44 بحث في تسبيح الملائكة 276
45 بحث في كيفية خلق آدم عليه السلام واشتقاق اسمه 279
46 ذكر اختلاف العلماء في معنى الأسماء التي علمها آدم 282
47 بحث في أيما أفضل: الملائكة أم بنو آدم؟ 289
48 بحث في السجود، ومعنى سجود الملائكة 292
49 بحث في إبليس لعنه الله 294
50 الكلام على الجنة وسكنى آدم وحواء فيها، وفيه ثلاث عشرة مسألة 298
51 ذكر الخلاف في الشجرة، وكيف أكلا منها 305
52 مطلب في الأنبياء، وهل وقع منهم صلوات الله عليهم صغائر من الذنوب يؤاخذون بها، ويعاتبون عليها أم لا؟ 308
53 بحث في الأمر بقتل الحيات، والكلام في تشكيل الجن بها، وإسلام الجن والتبليغ إليهم، وفيه بعض أحوالهم وشئ من أخبارهم 315
54 بحث في الكلمات التي تلقاها آدم 323
55 بحث في أخذ الأجرة على تعلم القرآن والعلم، واختلاف العلماء في هذا، وفي أخذ الأجرة على الصلاة 335
56 بحث في الزكاة 343
57 بحث في معنى قوله: " واركعوا مع الراكعين " وجملة من أحكام الصلاة 344
58 بحث في اختلاف العلماء في كيفية إنجاء بني إسرائيل 389
59 بحث في يوم عاشوراء، وهل هو اليوم التاسع من المحرم أو العاشر؟ 391
60 الكلام على الأربعين يوما، وما وقع فيها من بني إسرائيل 395
61 بحث في معنى الشكر 397
62 الكلام على المن والسلوى 406
63 بحث في الاستسقاء 417
64 طلب اليهود استبدال المن والسلوى بالبقل، وذكر الأصناف التي طلبوها، ونزولهم مصر 422
65 بحث في أكل البصل والثوم، واختلاف العلماء فيه 426
66 الكلام على الملل، وفيه ثمان مسائل 432
67 القول في سبب رفع الطور 436
68 اعتداء اليهود في السبت ومسخ الله إياهم 439
69 ذكر اختلاف العلماء في الممسوخ هل ينسل أم لا؟ 440
70 القول في أمر الله اليهود بذبح البقرة، والبحث في شأنها، وما ورد في ذلك 444
71 بحث في معنى قوله: " وإذ قتلتم نفسا " وسبب القتل 455
72 بحث في القسامة وأحكامها 457
73 موجب القسامة 459
74 بحث في شرع من قبلنا هل هو شرع لنا أم لا؟ 462