فرجعت إلى الكلب فقتلته، فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب جاء ناس فقالوا:
يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الأمة التي تقتلها؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية، فلما نزلت أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها، ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه منها، وأمر بقتل الكلب الكلب والعقور، وما يضر ويؤذي، ودفع القتل عما سواهما وما لا ضرر فيه) وقال سعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين وهو زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، فقالا يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فإن كلاب آل درع وآل حورية تأخذ البقر والحمر والظباء والضب، فمنه ما يدرك ذكاته ومنه ما يقتل فلا يدرك ذكاته وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت - يسألونك ماذا أحل لهم؟ قل أحل لكم الطيبات - يعني الذبائح - وما علمتم من الجوارح - يعني وصيد ما علمتم من الجوارح، وهي الكواسب من الكلاب وسباع الطير.
* قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم) الآية. أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا أبو لبابة محمد بن المهدى الميهني قال: حدثنا عمار بن الحسن قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عمر ابن عبيد، عن الحسن البصري، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا أقتل لكم محمدا؟ قالوا:
نعم، وكيف تقتله؟ قال: أفتك به، قال: فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره، فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا؟ قال: نعم، فأخذه فاستله، ثم جعل يهزه ويهم به، فكبته الله عز وجل، ثم قال: يا محمد ما تخافني؟
قال: لا، قال: ألا تخافني وفي يدي السيف؟ قال: يمنعني الله منك، ثم أغمد السيف